شمس طلعت في بطحاء مكة
إذ ولع البلاد من الأعراب في الجهل
أم القرى مركز الأوطان في الأرض
بعث الحبيب هناك خير من الرسل
هو محمد رعى الشياه وبعد رعى
قوما تعثر في الأوضاع كالضلل .
القرن السادس كالظلمات في بحر
لجي يغشيه موج سحاب اللّيل .
الخمر والميسر والزناة والحرب
والشرك والفتن قد زاد كالزلل.
مردوا وقاتلوا ووأدوا البنات بلا
رأف وعاطفة وذاك بالخجل
نصبوا التماثيل في البيت العتيق حتى
تمثال إبراهيم التوحيد بالفعل
طافوا الكعبة عريانا بلا حياء
خوفا من اللباس الحرام بالحلال
أصحاب الرّبا كانوا أضعافا مضاعفا
من الفقراء والمحروم والعمّال
ولد النبي يتيما مات والده
قبل ولادته شهرين من قبل
في سنّ سادسه أمه فارقت
عند الرجوع من يثرب في الرحل
جده شيبة تولى كفالته
بعد فراقه أبو طالب الولي
رعى الشياه حليمة مرضعة
ظهر العجائب في الصغر وفي الكهل
صيته ذاع في مكة المكرمة
دعى الأمين في الأحياء وفي الأهل
دعت الأمين خديجة بشهرته
وصار تاجرا نعم الشاب المتكل
ألّف الله قلبين سليمين في
حب الزواج حبذا من المثل
محمد جالس ذاكرا إلهه
في غار الحراء فجاءه جبريل
إقرأ بسم ربك تلاه جبريل
خمسا من الآيات فحارخوف البال
نور الهداية من غار الحراء بدا
وشاع في نواحي الآفاق والدول
أرسل رسولنا رحمة العالمين
أسوة حسنة للناس بالفعل
محمد الأمي المختار مرسلنا
أتى بمعجزة لن يؤت بالبدل
هدى وموعظة شاف ومرحمة
ميزات ذكر الله دستور مشتمل
تحدي النصارى واليهود جميعهم
في الأرض أهل الشرك والكفر والباطل
جعل البداوة أقواما مثقفة
والجاهلية وأدت في السفل
آخي القبائل والأرحام ألفهم
في الحب والرضوا المرّ كالعسل
الآخذون لجام الخيل والجمل
أخذوا لجام إدارات من الدول
ساسوا البلاد كما فتحوا وانتصروا
صاروا وأسوة للحكام في العدل
خلق الحبيب نرى قد كان قرآنا
هو المفسر بالأعمال كالقول
وكان رسول الله كالبحر في كرم
والجود والعطاء كالريح المرسل
ما نال سيدنا مالا بلا درع
مرهون عند يهودي من الزميل
وسفوف من الشعير القليل لوجبة
وما بقي شيء حتى من قرنفل
وبغلة بقيت أرضا تصدقها
لم يرث الأنبياء شيئا من الأموال
دعا الرب دوما يا إلهي وأمتني
فقيرا فما بال الكبار من الموالي
يا أيها الوعاظ في الدين قلوبكم
أجوف عن حب رسولنا المفضل
تبيعون دينا تشترون من الدنيا
حراما نهاه الله في اسمك يا رسولي
السحت تأكلون والحق تكتمون
واللبس تسرفون والدار كالجبل
هيهات موقفه هيهات موقفنا
يا ليت عيشتنا تبعا لمزمّل
تركت الكتاب لنا وسنّتك التي
رسمت الحياة ما أجلى وأفضل
ويا من ينام عند روضة المدينة
عليك صلاة الله سلام ذي الجلال
يا ربّ فاجمعنا معا ونبيّنا
جنّاتك الفردوس أعلى وأفضل
بقلم
محمد عبد الغفور ،الأستاذ المساعد كلية إشاعة الإسلام العربية – فارافارانغادي – كيرلا – الهند) mohamedabdulgafoorfarooqi@gmail.com