موقعك في الوظيفة وزيرا أو غفيرا إنما هو وظيفة تكليف وخدمة مقابلها راتب ولا يوجد غير هذا الوصف لمن يعمل في كل المواقع ، فحينما تكون مسؤولا سوف تدرك هذا وتستفيد من إتصالات المواطن حين الحاجة الملحة لعدم تمكنه من وجود الخدمة الصحية التي تعلن عنها الوزارة وتتناقلها المواقع ، عندها سوف تكتشف هل الإخفاق من العاملين مع إدارتك ، وربما يسعدك الحظ أن تكتشف أنك سبب الخلل وتعالجه سريعا قبل أن تصيبك رصاصته ، وربما يكون الخلل والتقصير من الوزارة نفسها ، حينها لابد من الشفافية في توضيح الأمر لئلا تكون الضحية من إخفاق وزارة بوزيرها، وكم من مديري الشؤون الصحية تنازلوا عن عرينهم ولم تكن الأسباب منهم ولكن إنعدام الشفافية والتردد في كشف حقيقة المتسبب قد يطيح بالبعض قسرا .
الموقع المدينة المنورة ، المستوصف هو مستوصف حي المبعوث ، طبعا الشؤون الصحية لا تعرف هذا الإسم فهو غريب عليها وتسمعه لأول مرة ، لأن المستوصف اطلقوا عليه إسم بَاقْدُو ، ولكن ينطقونه بكسر القاف ، باقِدو بينما ٱسم الحي المعتمد رسميا هو حي المبعوث منذ اكثر من ثلاث آلاف عام ، وتسميته بَاقْدو بسبب أن المخطط وضع رجل يده عليه ويحمل نفس اللقب وهذا الإسم يعني باللغة النيجيرية لا تجري أو لا تهرب يعني نحن نسكن بحي إسمه لا تجري ، وتم إستعادة المخطط لوزارة الشؤون البلدية والقروية ، ووزعته أمانة المدينة لذوي الدخل المحدود منذ عشرات السنين .
مركز صحي حي المبعوث أو بلغة الشؤون الصحية مركز صحي بَاقْدُو انتهت لديه جرعات الإنفلونزا الموسمية منذ عدة أيام والمواطنون في مراجعة ، وموظفي المستوصف في حرج بين دعاية الوزارة في توجيه الناس للحصول على الجرعة والإعلان عن توفرها ، وبين غياب الجرعة ، وكم من الدعايات تحفظ كراسي أصحابها ، وحقيقة الأمر أن تزامن الإنفلونزا مع جائحة كورونا يزيد الخطورة على المواطن والمقيم ، فهل هذا يعني أن الصحة لا يهمها خلال هذه الفترة إصابات جديدة في الوقت الذي لم يتوفر علاج لجائحة كورونا ، وقد قامت الدولة بتأكيد الإهتمام بمرضى كورونا من المواطنين والمقيمين وماكان هذا حاصلا لولا رعاية الدولة ودعمها وإعلانها أن المواطن أهم من المال ، وكانت سخية حتى مع المقيمين والزوار .
اتصلنا بسنترال الصحة لتبليغ مدير عام الشؤون عسى يتصرف أو يعرف الأسباب ، موظف السنترال حوّل المكالمة لجهة اخرى ، عاودنا الإتصال بالسنترال فأعطانا رقم سكرتير أو مدير مكتب المدير العام ، واضاف شيئا من الغرابة أنه في حالة طلب الرقم السري اعطانا ثلاث أرقام ، وشعرت أنني اتصل بجهة امنية لا تتعامل مع محظور أو سري أو سري جدا ، بل سري للغاية وكان الحظ مبتسما بدون الأرقام السرية إذا كان التحويل أصلا صحيحا ولم يتم الرد ، ورن الهاتف في مكتب سكرتارية مدير عام الشؤون الفسيح القشيب الاريب حتى احسست أن الهاتف تحرك من مكانه متراقصا دون إجابة ، عدنا بالإتصال وعادت الرنات ، فقلنا ننادى على المدير من هنا ، فهل تصل المعلومة لسكرتير المدير العام ، والسكرتير يبلّغ مدير مكتب المدير العام ، ومدير مكتب المدير العام عسى لا ينسى أو يرى الأمر عاديا فلا يزعج المدير العام بهذه الأمور التي لم تكن اصلا ذات أهمية لدي الشؤون الصحية ، وهل بات مكتب مدير عام الشؤون الصحية في معزل عن إتصال المواطن حين الحاجة مثل الرقم 937 الذي لاشك أن الموظفين يريدون سريعا ولكن القرار للموظف الذي يحدد إذا كانت شكوتك صالحة أو يتم حفظها .
ولا يزال مركز صحي المبعوث لإسم الحي الرسمي مقابل إسم مركز صحي ( لا تجري ) بالعربي ، أو ( بَاقْدو ) باللغة النيجيرية ، يفتقر الى مصل الإنفلونزا الموسمية منذ عدة أيام في الوقت التي تحث وزارة الصحية الجميع لمراجعة المراكز وتوفر العلاج فهل يصل النداء لمدير عام الشؤون الصحية بالمدينة لتوفير هذه الجرعات بسبب أهميتها وعدم تزامنها مع جائحة كورونا في إصابات جديدة لا سمح الله ، أم وزير الصحة هو المخول بإرسال الجرعات للمدن والمحافظات .
بقلم
أ. طلال عبدالمحسن النزهة
المدينة المنورة