أن إيقاع الحياة العصرية اختلف عما كانت عليه قبل عقد من الزمن حيث ألقت الحاجات المادية بظلالها على الناس منغصات وهموم فمن باحث عن عمل إلى آخر يبحث عن سكن وآخر يريد الزواج واخر يريد النقل وآخر الترقية والعلاوة وآخر ييحث عن الاستقرار الوظيفي والسكني وآخر يبحث عن علاج وهكذا فأصبحت الحياة مكتظة بالمنغصات والمكدرات التي خيمت على الحياة وأحالت البعض رهن ضغوطاتهم النفسية ومشاعر التحسر والألم وقد زادت من مآسي الحاجة المادية مآسي أكثر خطورة وهي الأضطربات النفسية وحري بالفرد الذي انكفأ على همومه وكدره أن يتذكر أن الله قد قدر الأمور وقد كتبها وقررها فكلا ميسراَ لما خلق له وعليه أن يعي أن بعد كل عسر يسرا بمشيئة الله مؤكداً على أن الفقر والحاجة لن تستمر مع التوكل على الله والعمل الجاد والأمل..
فهذا نبينا محمد عليه افضل الصلاه والسلام قد دفن امه وهو ابن السادسة من عمره في الابواء اثناء سفره في الطريق اوليس هذا اشد بلاء ثم عوضه الله بعد ذلك لقد من عليه الكريم سبحانه فجعله اكرم من اشرقت عليه الشمس ونبيه ورسوله الى الثقلين وخاتم الأنبياء والمرسلين وكذلك يونس عليه الصلاة والسلام حين اللتقمه الحوت ورائ انعقاد اسباب اليأس واستحالة الفرج في مقادير البشر وتهيؤ موجبات الهلاك المتعددة حينها وجد خافق ينبض برحمة الله املاَ في نجاته فلم يخيب الله ذلك الامل وكذلك نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام خرج خايفا من القوم وجلس تحت شجره ثم رزقه الله بوظيفة وزوجة بنت نبي وبعدها نال اكبر شرف في الوجود كله اذا صار كليم الله.لذا أخبروا قلوبكم انه في يوم ما ومكان ما سيأتي الفرح الى قلوبكم واخبروا احزانكم انها ضيوف وسترحل وتمضي وانها لحظات في الحيا وعابره وان الحياة قدتتاثر لكنها لاتتوقف والامل قد يقل لكن لايموت والفرص قد تضيع لكنها لاتنتهي واعلموا ان في قادم الأيام بشرى لكل من تأمل في الله ودعاه لامنيه تمناها ولو طال انتظاره لها وليعلم كل شخص ان من نعم الله عليه انه اذا اصبح وامسى وهو متعافي فانها اكبر نعمه من الله لايعرفها الا من افتقدها..
ودمتم سالمين
بقلم : حامد عطيه الحارثي