بعد شهر كامل من إنفجار مرفأ بيروت وقتل 200 مواطن وجرح 6000 اخرين وتشريد اكثر من ربع مليون لبناني
تعددت التفسيرات واصابع الإتهام تتلون حسب الاحزاب والطوائف والاديان
من السبب؟ وكيف دُبر الأمر؟ ومن المستفيد ؟
في عالم السياسة يتساوى الطلب و العرض والبحر والارض والطول والعرض
كل المتناقضات تصبح في كفة واحدة وعدو الأمس يصبح صديق اليوم ولا غرابة في ذلك
في البداية حتى اسرد لكم فكرتي دعوني اترحم على كل من قتل في تلك الفاجعة وان ادعوا بالشفاء لكل جريح وارجو من الله ان يعود كل مشرد لمنزله وان تعود لبنان سويسرا الشرق لواجهة السياحة العربية كما كانت
لأننا نخوض في مجال السياسة لماذا لا يكون القاتل هو الذي يمشي الان في جنازة المرفأ؟!
لماذا لا يكون ذلك الرجل الذي ترك بلاده مرتين خلال شهر واحد ليمارس الوصايا على لبنان وحكومتها وشعبها مع تحفظي على وجود الحكومة والسيادة في لبنان
من جاء بعد الكارثة بيوم واحد ليتمخطر بين الشعب ويسرح ويمرح داخل البيت السياسي ويناقش المسؤولين و يكرم المطربين هو من يفترض ان تتجه عليه جميع اصابع الإتهام
في السياسة يا اصدقائي هناك قاعدة تعلمناها وفهمناها ورصدنا الأدلة عليها
السبب المسبب للوجود
دعوني اشرحها لكم
يجب ان تكون هناك ذريعة واهية او حقيقة تكون سببًا لتدخلي حتى اذر بها الرماد بالعيون
حتى تغزو الولايات المتحدة الامريكية العراق وافغانستان احتاجت كارثة مثل برج التجارة العالمي المعروف بأحداث الحادي عشر من سبتمبر
حتى يقتل اردوغان معارضيه ويسجن اكثر من 70 الف صحفي وصاحب رأي إحتاج لفبركة إنقلاب فاشل يبرر بها قمعه وسُعاره السياسي الداخلي والخارجي
وحتى يبرر حزب الله ترس مخازنه بالأسلحة وكسب ثقة اللبنانيين والعرب والمسلمين لابد من إحتكاك مفتعل بين حزب الله وإسرائيل حتى يكسب دعم الملايين مع ان خيوط تلك اللعبة تكشفت وعلاقة نصر الله وحزبه بإسرائيل وثيقة واواصرها عميقة
وحتى يبحث اللبناننيون عن طوق نجاة يتمسكون به بعد ما ضاقت بهم الدنيا ذرعًا يجب ان يحدث امرًا جلل وعظيم مثل ما حدث بالمرفأ ليدخل ماكرون وسط دعم شعبي لبناني للرئيس إيمانويل ماكرون
فالشعب اللبناني غريق لا يخشى البلل لذلك يبحث عن اي ضوء يستأنس به في وحشته والسوداوية التي تسيطر على حاضره ومستقبله
كل ابواب الإستعمار والوصايا الفرنسية الان مفتوحة امام ماكرون
حكومة مفككة واحزاب بداخلها احزاب وشعب جائع ومشرد ولبنان يبكي على لبنان
ما الذي جعل ماكرون يفرض وجوده ويتسبب بإنفجار المرفأ بشكل مباشر او غير مباشر؟!
نحن نملك ذاكرة جيدة ولا تحتاج منا البذل لإسترجاع الماضي القريب
فرنسا تعيش في ازمات إقتصادية وربما حركة السترات الصفراء والمظاهرات التي قام بها الشعب الفرنسي اواخر عام 2018 خير دليل على وهن الإقتصاد الفرنسي
وجاءت جائحة كورونا لتجعل إقتصادات العالم تنهار وعلى رأسها الإقتصاد الفرنسي المهترئ منذ اكثر من عام
فمن الطبيعي ان يجد ماكرون موطء قدم في اي بلد عربي يوجد به ثروات طبيعية او يكون بوابة بحرية او جوية لجني الارباح السياسية والإقتصادية
لبنان هي اسهل دولة يستطيع ماكرون " حمامة السلام " دخولها الان
ولا تنسون ان علاقة ماكرون وفرنسا بحزب الله وايران علاقة وطيدة وقوية ولتتأكدون من هذا الامر
الملف الاول الذي ناقشه ماكرون بعد دخوله للبنان هو رفع حظر السلاح عن حزب الله والسماح له بإستخدام امواله المحجور عليها من قبل امريكا
ولا تنسون ان فرنسا هي من دعمت الثورة الخمينية في عام 1979 م حينما اوصلوا الخميني لطهران عبر الجيش الفرنسي بعد ان مهدت له جميع الطرق للوصول للحكم في ايران بعد الإطاحة بنظام الشاه
العلاقات قوية بين فرنسا وايران لذلك جاء ماكرون ليرفع العزلة عن حزب الله ولينهب ما يمكنه نهبه من لبنان وتعود فرنسا كدولة قوية مثل ما كانت في السابق
يرزح تحتها الشعب اللبناني المغلوب على امره
بقلم فيصل السفياني