تظهر في المجتمع حالات شاذة من شباب يتشبه بتصرفات البنات شكلا وسلوكا وتحدثا، والعكس من البنات بالرغم أن الحالة الثانية مخفية عن المجتمع بعكس حالة بعض الشباب فهي ظاهرة للعيان .
ينقسم ردة فعل الناس لحالة هذه الفئات بإعتبارها ظاهرة للجميع لثلاث حالات ، فئة وهي الاكثر تكتفي بالشتم ولعن الشاب واسرته والإستهزاء ورفضه بالمجتمع ويكادون يسطوا على الشاب لولا المخافة من العقوبة القانونية الملتحمة مع الشرع .
والفئة الثانية التي لا تقل سفاهة ، هي الإعجاب من تصرفات هؤلاء الشباب الأنثوية من أجل المتعة المعنوية والإنبساط وأحيانا يدعوهم لجلسة طرب ليستمتعوا برقصهم وكلامهم وحركاتهم الغريبة المغرية .
والفئة الأخيرة بين الحزن على الشاب واسرته والإكتفاء بالصمت ، ويفرحون لعدم وجود مثل هذه الحالة بين ابنائهم وبناتهم ، ويتألمون بصمت الألم لهذه الفئة .
كل هذه الفئات لم تلق اللوم على الجهات المعنية التي مهمتها تصحيح هذه السلوكيات فور ظهورها بالمجتمع ، وتلك وظيفة الخدمة الإجتماعية بالطرق المثالية دون قمع أو تهديد أو عقوبة ، فقد انتهى هذا العصر من الجهات المدنية والعسكرية ، ولكن ليس لصمتنا مبرر في تبليغ الجهات المختصة لمعالجة مثل الأمر ، ودائما ينطوي الصمت بسبب عدم وجود مثل هذه الحالة بين ابنائنا وبناتنا ، ولم نشعر بألم اسرة هؤلاء الذين اصابهم العجز بعدم مقدرتهم على بعض من ابنائهم وبناتهم من هذا النوع أو لأسباب عديدة تعرفها الجهات المختصة حين المواجهة مع هذه الفئات .
إن الصمت منا جميعا يعني إنعدام التكاتف الإجتماعي لعدم التدخل والتبليغ بسبب إختفاء الجهات المعنية وعدم معرفة المجتمع للتبليغ لمعالجة هذه الأمور ونشر المعلومة التي تساعد بالتبليغ .
إن طريقة معالجة مثل هذا السلوكيات يجب أن تتم برقي ومحافظة على مشاعر الأسرة والشاب والشابة دون لوم او تقريع أو تهديد وعقوبة ، وتبدأ الخطوات بالتواصل مع أهل الشاب وعرض وتقديم الخدمة لمعالجة إبنهم وكيف يؤثر هذا الشاب سلبا في المجتمع قد تصل للرذيلة أحيانا ، وحين موافقة الأسرة لعدم مقدرتها على تصحيح سلوك إبنهم الأنثوي ، تبدأ الخطوات مع الشاب بكل إحترام دون أن يشعر الشاب بالإهانة أو يظهر لنا احد من تلك الجهة بدور التربية القمعية والأخذ على يد الشاب بكلمات جارحة لأن المعالج لا تتوفر بمنزله مثل هذه الحالة ، فيتعامل معها بقسوة لأنه لا يشعر بألم اسرة الشاب ، أما عن الفتاة التي تظهر بدور الشاب وقد اطلقوا عليها مسمى ( بُويّ ) فهذه الحالات يتوجب على اسرة الفتاة التواصل مع تلك الجهات وتتم المعالجة عن طريق السيدات .
يجب أن ندرك أن مثل هذه الحالات التي يتشبه الشاب بدور الفتاة ، والعكس ، هي حالة مرضية تحتاج لعلاج وتقويم ، بدليل أن الشاب لا يخجل ولا يستحي بل مدحه يزيده فخرا وتماديا بالحديث والرقص وبعض الكلمات الجنسية المغلفة مما يعرّضه لحالات تصل للإغتصاب ، أو الموافقة بغير وعي أنه مريض بتقمص الشخصية الأنثوية .
ربما نجد من يوضح بوجود هذه الإدارات ولا زالت تقوم بدورها ، ولكن ظهور الحالات بالمجتمع وعدم التبليغ عنها يؤكد تقصير هذه الإدارات وإنتظار أن تصلهم الحالة دون حث افراد المجتمع على التبليغ دون التدخل المباشر ، وبالرغم من انظمة الآداب العامة الصارمة ، مازلنا نرى شبابا في لبس سفيه فوق الركبة يدخلون مواقع الترفيه والمقاهي ، وصاحب المقهى همه المكسب دون أن يمنعهم أو يطلب مساعدة الجهة المختصة ، وحتى لا يكون تطبيق النظام ثلاث أيام ويتم وضعه على رفوف الغبار ، يتوجب معاقبة اصحاب المقاهي حين دخول مثل هذه الكائنات في مواقع المقاهي المختلطة بالعائلات .
بقلم
أ. طلال عبدالمحسن النزهة