مع فصل الشتاء وفي هذا الطقس البارد تزداد حالات أزمة البرد وذلك بسبب ان الربو أحد العوامل المحفزه لتحسس القصبات الهوائية وانقباضها مما يؤدي للأزمة
أيضا تزداد الأصابة بفيروسات البرد مما يزيد من تفاقم حالات الربو والالتهابات التي تحدث بالرئة
لذلك هذه الفترة زاد عدد مرضى الربو وقد لاحظت ان معظمهم يسأل نفس الأسئلة كأنهم قرأوها من كتاب واحد شافاهم الله جميعا.
لذلك احببت كتابة هذه المقاله البسيطة لطرح هذه الاسئله والاجابه عليها للفائدة.
أولا:
من أهم الاسئلة التي يسألني بعض المرضى هي:
لماذا وصفتي لي بخاخ او دواء يحتوي على الكورتيزون وانتِ تعلمين ضرره ؟
والمشكله أن هؤلاء المرضى عندما تزيد عندهم حالات الربو يترددوا على الطوارئ لأخذ حقنه الكورتيزون بالعضل .
لذلك أجيبهم بأن الكورتيزون دواء مشابه لهرمون في جسمنا يفرز من الغدة الكظرية وعلى الرغم من إنه ممكن ان يسبب الكورتيزون العديد من الأعراض الجانبية الشديدة إذا أعطى بجرعات عالية ولمدة طويلة فإن له أيضا فوائد مهمة جدا وله دور عظيم في انقاذ العديد من البشر من موت محقق سواء لعلاج الربو أو غيره من الأمراض التي تستجيب لهذا النوع من العلاج، ولذا انصح باستخدامه بطريقة صحيحة كما يتم وصفه بدون زيادة وعن طريق طبيب متخصص.
ثانيا:
سؤال الكثير من المرضى وخاصة الأمهات بأن أخذ البخاخات الموسعة للشعب الهوائية يؤدي إلى الإدمان أو التعود عليها ؟
الجواب: لا يسبب إدمان وسبب هذا الاعتقاد ان العديد من المرضى يستخدم دواء واحد من الموصوف له وهو الموسع للشعب الهوائية مثل الفينتولين دون استخدام العلاج المعالج و الواقي من الربو وحين لا يتحسن الربو يضطر المريض إلى أخذ الموسع باستمرار مما يعطي المريض شعور وانطباع بأنه أدمن عليه، ولذا لا بد من أخذ العلاج الصحيح كما وصفه طبيبك المتمثل بالادويه إضافة إلى تجنب كل ما يؤدي إلى حدوث أعراض الربو.
ثالثا :
عندما اسأل مريض ربو جديد ، من متى وأنت تعاني من الربو ؟
ينتفض ويقول لي انا لااعاني من مرض الربو مجرد حساسية بسيطة وطارئه، لماذا انتم الأطباء تركزوا في السؤال فقط على الربو دون الحساسيه ؟
وعندما أسال عن التاريخ المرضي اكتشف بانه تنوم بالعناية من شدة الربو .
الجواب هو ان حساسية الصدر والربو نفس المرض وإن اختلفت التسمية، و الحساسية كلمة أشمل حيث إن هناك حساسية الأنف وحساسية الجلد وحساسية العين وحساسية الشعب الهوائية التي يطلق عليها أيضا الربو ومعناه في اللغة العربية الزيادة أي زيادة البلغم بسبب إهمال العلاج.
رابعا: هل استطيع الاستغناء عن ادوية الربو بالاعشاب لان لي ابن عم وقف ادوية الربو بهذه الطريقه؟؟!!
للاسف من الأخطاء الشائعة التوجه إلى المعالجة بالأعشاب والكي واستعمال مخلوطات غير معروفة ممكن تسبب في مشاكل أكثر وأخطر
الآن والحمد لله كل الادويه والعلاجات الحديثةو الفعالة متوفرة في كل مكان في بلادنا وهذه الادوية انت على علم بالجرعه الصحيحه والأعراض الجانبية بالتفصيل فلا أنصح باللجوء إلى الاعشاب الغير مقننة وقد تكون مغشوشة أو ضارة أو غير مفيدة وأقل ما فيها أنها قد تصرف المريض عن استعمال أدويته مما يسبب انتكاسة لحالته.
خامسا:
عند سؤال المريض اذا كان قادم من سفر هل احتجت البخاخات بالسفر
بعض المرضى يجيب منه بانه خجل من حملها معه عند اقاربه او أصدقائه واستخدامها حتى لايعتقدو بانه معدي وان المرض ممكن ان ينتقل لهم!!
الاجابه: الربو مرض غير معدي هو مرض وراثي وبيئي يعني يوجد عوامل ممكن ان تحفزه وممكن ان يتجنبها وهو مرض موجود بمجتمعنا بنسبة 10٪ من سكان المملكة وأن ادويته من أكثر الأدوية استخداما
سادسا: سؤال بعض المرضى انه يفضل ان يأتي الطواري عند الأزمات بدل اخذ الادوية في المنزل لان علاج الطواري أفضل وأكثر فعالية ؟
الجواب: من خلال متابعة مرضى الربو ومتابعة استخدامهم للادويه في المنزل يكون المرض قابل للسيطرة عليه بسهولة في معظم الحالات وأن عدد الحالات التي يصعب السيطرة عليها قليلة جدا ومحدودة وهذه هي التي تحتاج إلى طواري و عناية خاصة ومتابعة دقيقة من الأطباء المتخصصين .
سابعا :
يسأل بعض المرضى عن اهمية وصف اسطوانة اكسجين في المنزل ليكون الدواء فعال مثل فعاليته في قسم الطواري؟
الجواب:
الأوكسجين ليس ضرورياً في معظم حالات الربو ما عدا النوبات الحادة.
ثامنا :
سؤال بعض الحوامل عن امكانيه تشوه الجنين اذا اخذت علاجات الربو مثل البخاخات وانها تفضل تغيير العلاج او إيقافه اثناء الحمل؟
الجواب:
ولا يختلف علاج الربو أثناء الحمل عن علاج الربو لغير الحوامل وبصفة عامة يمكن القول إن معظم الأدوية المستخدمة في علاج الربو يمكن استخدامها أثناء الحمل فهي مأمونة ، ومن أهم المخاطر التي تحدث أثناء الحمل هي عدم أخذ الأدوية حسب الإرشادات نتيجة للتخوف من أعراضها الجانبية أو تأثيرها على الجنين علما بأن أخطار نوبات الربو ونقص الاكسجين أثناء الازمه هي أكثر ضرراً على صحة الجنين وصحة الحامل من أي ضرر لهذه الأدوية.
واخيرا مع تمنياتي للجميع بالصحه و السلامه.
بقلم
د نجوى محمد الصاوي
استشارية حساسيه وربو ومناعه