يعتبر الاختراق الفكري من الأساليب التي تستخدم في مهاجمة فكر المتلقي بغية ًتغيير منظوره لبعض الأمور إما بدليل ..أو بغير دليل ..والتشكيك في ثوابته لتحقيق الأهداف المرسومة لها.
ومن سبل الاختراق منها الداخلي ..و منها الخارجي .
فمن الداخل الاختراق (الإسلامي) وهي أن تقوم فرقة معينه بالتشكيك في الفرقة الاخرى من حيث حركتها واصولها وثوابتها أو افعال تشويهية تزيد الانقسامات ما بين مؤيد ومعارض بهدف خلق تنظيمات من أحزاب وانفصاليين يتم تشكيلهم والاستفادة منهم مستقبلاً في جعلهم مكَّون وعنصر يتدخل في رسم المسارات السياسية.
كما أن هناك الاختراق (علماني- إسلامي) وهو المعني بسعي العلمانيون أو التنويريون بتشوية صورة الإسلام والتشكيك في ثوابته، وفرضياته، والطعن في رؤاه وقواعده وغاياته ووسائلة ويحاصرون الفكر الإسلامي في وسائل الإعلام وتشوية رموزة وأقطابه ومنهم من يسعى إلى تجفيف منابع الإسلاميين ومصادرة كتبهم وتتبع عناصرهم ويتم بذلك الاختراق الحجة بالحجة كما أنه يتم تصفية الأبدان واضطهاد الأشخاص.
أما النوع الآخر من الاختراق فهو الاختراق الخارجي ويسمى ( بالغزو الفكري) وينقسم إلى قسمين
1- ( غزو فكري وضعي ) ..
وهو المعني بالمذاهب الوضعية كلعلمانية، والماركسية، والإلحاد وجميع الافكار التي هي من وضع البشر ويتم من خلالهم بث برامجهم على أرض الواقع.
2- ( غزو فكري ديني )
ويقصد به الديانات السماوية كاليهودية والمسيحية وإيصالها للعالم عن طريق المبشرين والمستشرقين والحملات العسكرية وبالتحريف الذي أصابهما بهدف بث الأفكار الدينية المحرفة والسيطرة على العقول عن طريق العواطف الدينية.
ولخطورة الاختراقات الفكرية والتي تعتبر ضمن الحروب الفكرية بحكم أنها هي السائدة في الوقت الحالي وذلك لفعاليتها ولسهولة الوصول لكل فرد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية من خلال برامج ممنهجة وأفلام ذات اسقاطات يمرر عبرها الرسائل المباشرة والمبطنة في التشويه الفكري وقد يصل بعضها بالتشكيك في مصداقية الحكومات وفصل المواطن عن الحكومة وزرع الفرقه بين اطياف المجتمع وبذلك يتم الاختراق والتجنيد ومن ثم التفكيك وتدمير الكيان .
لذلك فطنت المملكة العربية السعودية لما يحاك ضدها وقامت بإنشاء مركز الحروب الفكرية الذي تأسس سنة 30 أبريل 2017 التابع لوزارة الدفاع ويختص بمكافحة جذور الارهاب والتطرف بكل أنواعه إما ديني أو تنويري والتركيز على الوسطية ..
كما أن المركز يهدف إلى حماية الأفراد من الانزلاق خلف التيارات الإسلامية الغير معتدلة والتي يستغلها المتطرفون في التجنيد.
كذلك يوضح معاني الوسطية في الدين الحنيف وإزالة الشبهات والضبابية عنه في إصدار المنشورات والكتيبات والاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي ومواكبة التطور في التصدي لكل ما يضر الدين والمجتمع والمكوُّن الإسلامي بشكل عام والسعودي بشكل خاص.
يآمن تقرأ كلماتي إعلم اننا نمر من عنق الزجاجة فالفتن تحيط بنا والبعض يريد نهشُنا متطرف ديني كانَ.. أو علماني يتستر خلف الوطنية وكلاهما حذائين لرجل وآحد جل همهما الزعزعة ونشر الفوضى ومن ثم؟ ...يختفون من المشهد بعدأن يتقاضون أجورهم صنيع فسادهم ..تاركين المجتمع يقتتل فيما بينهُ حتى يغرق في الوحل .
فاحذر كل الحذر أن تسقط في ذلك الوحل وتمسك بدينك الوسطي والتف حول قيادتك فكلما كان الترابط قوياً بين القيادة والشعب صعب الاختراق بإذن الله
بقلم - محمد الهديب