بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا اجتنابه
أما بعد بداية وقبل الخوض في التفاصيل والتحدث عن هذا المبدأ أذكركم ونفسي بقوله تعالى {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } الآيه 281 سورة البقره
وقوله تعالى {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } الايه 18 سورة ق
من هنا نستشعر الأهمية البالغة لتفعيل مبدأ الرقابة الذاتية في حياتنا اليومية وفي جميع اعمالنا وتعاملاتنا فيجب أن نراعي عدة جوانب أولها العامل الديني الذي يحث الانسان على إصلاح ذاته وان تبدو مافي انفسكم او تخفوه يحاسبكم الله والله عليم بذات الصدور
وواجب علينا أن نجعل القران الكريم والسنة النبوية الشريفة
مرجعاً لنا ودستورا في جميع تعاملاتنا حتى نوفق في اعمالنا الدنيوية ولا نخسر آخرتنا مع اتباع الأنظمة والقوانين والأخذ بالاعتبار النظام السائد للدولة
فإننا نرى أن المسؤلية المباشرة تقع على عاتق الانسان نفسه ومن ثم دورنا جميعاً في
تعزيز مبدأ الرقابة الذاتية والتوعية والتذكير والنصح والإرشاد فيما بيننا الأهل والاخوان والزملاء وحتى الجيران وينبغى علينا توضيح
مدى أهميتها وتأثيرها
على الفرد خاصة وعلى المجتمع عامة ويجب أن نعمم مبدأ الرقابة الذاتية
بحيث يكون الفرد مسؤول عن جميع مايوكل إليه من مهام
على المستوى الوظيفي ويحرص على تطبيق جميع التعليمات والواجبات والأنظمة الوظيفية الخاصة به دون أن يطلب منه ذلك
ولابد لنا قياس نسبة الوعي بهذا المبدا ومعرفة المستوى الذي وصلنا اليه ولكي نصل لنسبة عادله ينبغى أن نطرح
عدة تساؤلات هل باتت الرقابة الذاتية مبداء ومعيار ثابت
ومغروسة في نفوسنا
وهل بلغت مستوى طموحتنا
أم مازالت تعيش واقعاً مرا بعيدا كل البعد عن المأمول
مخالفاً لتعاليم الشريعة وبعيدا عن منهج الدولة وانظمتها
ومعاكساً لما جاءت به الرؤية الطموحة 2030
التي تحث على التنمية والتطوير في جميع الاتجهات
فيجب علينا أن نجتهد لما فيه رفعة بلادنا ورفع رايتها راية التوحيد ونصرة الدين والوطن
لابد أن نبذل قصارى جهدنا
ونعمل بكل جد واجتهاد واخلاص وتفاني لرفعة اسم هذا البلد المعطاء الذي لم يبخل علينا بأي شي وكان سدًا منيعا لنا وحافظًا لنا بعد الله من كل سوء،
ولكي يصبح هذا المبدأ واقعاً ملموساً يجب أن يطغى تطبيق النظام والعمل باللوائح والواجبات
المنصوص عليها في النظام ولا يستثنى من ذلك كائن من كان حتى نستطيع أن نصل مع أنفسنا إلى الواقع المأمول فعلياً
إلى جادة الصواب إلى طريق الحق حتى يصبح هذا المبدا
سائداً مغروساً في نفوسنا
بمعنى أن تكون الرقابة الذاتية شاملة جميع الأعمال
وفي نهاية المطاف تذكروا أنكم مؤتمنون
كما ذكر في كتاب الله ان عرضنا الأمانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا وذكر في كتاب الله
لا يغير الله مافي قوم حتى يغروا مافي أنفسهم
يامن تقراء رسالتي هذه ابداء التغيير الآن وعلى الفور
ابدأ بنفسك لتكن قدوة لغيرك
وما يصدر عنك وما تقوم به من عمل يجب أن يكون خالصا لوجه الله ولا تنتظر من سيشاهد ومن سيقرأ فالذي سيحاسب هو أنت
دون سواك اعمل لنفسك واستمتع بانجازاتك
واجعل مخافة الله نصب عينك ولتكن مخلصا لدينك ووطنك وولاة امرك في قولك وعملك وتجعل من هذا دستورا لك في حياتك
ومن يتق الله يجعل له مخرجا فلتكن واقعيا مع نفسك
ومنطقياً بعض الشي مع غيرك
وعليك أن تكون متوسط معتدل في جميع امورك ويجب علينا الأخذ بالاعتبار تطبيق ماجاء في مدونة السلوك الوظيفي
ومن لا يراعي الله في جميع اموره لا ينبغي لنا السكوت عنه فلنغير ونتغير بقدر الإمكان
ووفق المنطق والمعقول
لنكن اكثر مصداقية فكل تدليس زائل ولابد لنا من تطهير أنفسنا ومحاسبتها قبل أن يأتي يوم الحشر فعندها لن ينفعك مدح البشر وستصلى صقر
فحاسب نفسك قبل أن تحاسب
لا تتردد في اتخاذ قرارك في جميع امورك الا فيما تراه هو حق لك وهو ظلم لغيرك
يجب ان لانكون جميعاً مقلدين لبعضنا في مركب واحد جميعنا يمشي بنفس الاتجاة فماذا لو غرقت السفينة
لن نستطيع النجاة في حال كنا جميعاً نخاف الغرق حتما سنغرق ونموت جميعا دون أن نكون فكرنا في انقاذ وادراك مايمكن اداركة فإن حب الذات يطغى ويحول الانسان لشخص يتمادى ويجعله يعتقد انه واقعي جداً وعلى حق وهو بعيد كل البعد عن النظام والواقعية
بل أنه غارق في وهمه وسيل احلامة فليت لي بواقع ٍملموس
ولا أكون مع من زيفوا واقعهم
فأصبحوا مثل اللصوص
فهؤلاء من عرفوا بضعاف النفوس كل إنسان على نفسه بصيره ولو ألقى معاذيره
لايوجد اعرف منك بحقيقة اعمالك ونفسك اجتهد فلكل مجتهد نصيب ولا تكن مع من خالفوا الله وانتصروا لملذاتهم وباعوا ضمائرهم
وخالفوا الحق ورضوا بالباطل
وقفة محب وكلمة أخيرة
مازال تراب وطننا الغالي الطاهر
يستحق منا الكثير والكثير لا مكان بيننا للمتخاذل والخبيث
لك الله ياوطني كم يستحق هذا الوطن من الوقت ومن البذل ومن العطاء ومن التضحية ويجب علينا العمل بتعاليم الدين الحنيف تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان
فطبتم وطاب مسعاكم
و اسأل الله ان يرزقنا جمعيا جنة فيها ألقاكم.
بقلم ؛ أحمد بن معيض الشمراني