تعتبر العلاقات بين البشر مسألة حتمية و لا مفر منها فالإنسان كائن يعيش في وسط اجتماعي يتطلب منه بناء علاقات اجتماعية لتحقيق متطلباته النفسية و المادية و هذه العلاقات اما ان تكون مصدر سعادة في حال تناغمها و انسجامها او ان تكون مصدر شقاء في حال اضطرابها.
و مما لا شك فيه أن ليس كل العلاقات أبدية كعلاقة الأب والأم بأبنائهم او علاقة الأخوان ببعضهم البعض و ما شابهها من علاقات فهناك علاقات تبدأ و من الممكن ان يكون لها موعد نهاية كعلاقة الزوج بزوجته او الموظف بزملاء العمل او علاقة الجار بجاره و في غالب الأحيان تظهر الأخلاق الحسنة عند بدأ اي علاقة و مما يدعو للأسف أن تلك الأخلاق الحميدة لا تستمر حتى النهايات و من هنا يظهر المعدن الأصيل الذي كما بدأ ينتهي لأنه لا يحمل بداخله سوا تلك الأخلاق و لم يعتاد على غيرها.
هناك جملة نسمعها تتكرر بين الناس "إذا جيت رايح كثر من الفضايح" !
فهل يعقل أن الإنسان يهدم العلاقات و يشوهها عند الانتهاء منها! و كأننا لا نلقي بال لسمعتنا و لا يهمنا أن تذكر أسامينا بالخير و الدعاء لنا بظهر الغيب!
فالإنسان ينتهي و لكن ذكره و أثره يبقى فلابد من التركيز على ما هو باقِ فعلى الانسان أن يطمع في دعوات الناس له بظهر الغيب بعد رحيله.
و لكن من يعتمد على المنهج القرآني و يتخذ في علاقاته قاعدة (التسريح بإحسان) لا يقبل بأن تكون النهايات الا بالحسنى طمعاً في بناء سمعة حسنة و ترك أثر طيب مع من كان يربط بينه و بينهم علاقة.
لذلك نستطيع أن نحكم على الانسان عند النهايات و ليس عند البدايات.
بقلم : عمر عماد طيب