يتزوج الرجل من بني جلدته ويكون هدفه الحقيقي الإستقرار بين أهله وذويه وأرحامه الذي يفرح بالتزاور معهم في الأفراح والأتراح ، ويتعايش بأريحية العادات والتقاليد، وينتظر فرحة الإنجاب مع أسرته التي باتت تمتد بالإنجاب، ويهنأ بإكتمال الحياة الدينية، وتتحقق متطلبات يحتاجها الرجل والمرأة من غريزة تلتصق بالرجل أكثر من المرأة مهما تقدم به العمر، والزوجة أيضا لها نفس الغريزة ولكنها أكثر جلد وصبر وحياء ومحافظة على إعتبارات دينية وإجتماعية وأسريه من عمق العادات والتقاليد التي تختلف من بلد لآخر، فهيا بنا نحضر غدر بعض الزواجات ونجتهد بمعرفة جزء منها لأن الموضوع لا تكفيه مقال أو ندوة أو نظام، ولكنه جزء من التوضيح لزاوية ضيقة عن الإضرار وأسبابها لبعض الحالات التي تشرّد معها أطفال ونساء بسبب قرارت خاطئة أو نزوة جامحة حصلت منها زواجات من غير بني جلدة الزوج والزوجة وقد حصلا على بغيتهما وهرب الرجل قبل المرأة بسبب الإكتفاء ليحقق غرضا آخر بعد أن حقق ما سعى إليه في الزواج قبل الهروب، وبقيت الزوجة في غياب زوجها الأجنبي تضرب كفوفها أين الفرار.
أجنبية تزوجت من مواطن، وبقيت معه سنوات حتى فتحت مشروعا خاصا في بلدها وطلبت الطلاق وتزوجت من بني جلدتها واصبح الزوج المستعار الذي لم يعرف هدفها عندما كانت تقدم له الدلال، فبات اليوم لا يدرك يمينه من شماله ويبحث عن زوجه من بني جلدته بعدما عاد لرشده وفقد ماله، وحقا لزوجته التي كانت أن تأتي بزوجها من بني جلدتها وأهلها للزيارات فقد حصلت في أعوامها الماضية على جنسية زوجها السابق، فهل تتمكن من شراء السكن والعقار علما أن لكل دولة نظام حق المجتمع وسيادة الدولة سحب الجنسية فيما يخدم الصالح العام .
مواطنة تزوجت أجنبي عرفت معاه الدلال والخضوع لها وكلمات الحب المنمقة التي تعلّمها في بلده بين السهر والإختلاط، وظنت الزوجة أنها أحسنت الإختيار بالتفاضل عن بني جلدتها حتى تمكن من فتح مشاريع بإسمها واستدرج حبها وأصبح المطيع الذليل لها وشاركها بالحصول على أموال فقالت هذا ما كنت أبحث عنه، وكسب من غبائها المال وغادر في إجازته ليرى أهله وقريباته رجالا ونساء، وصديقاته، ومحباته ويستعيد غرامياته مع من كانت تنتظره منذ سنوات ، غادر بكلمات الحب وزوجته تبكي عشقا وتطلب منه الا يغيب عنها كثيرا، وسافر الزوج المطيع صاحب الدلال ولم يعد مرة أخرى ، واخيرا اكتشفت زوجته المعلقة أنه تزوج من إبنة عمه التي كانت تنتظره يكمل اللعبة في جمع المال من غباء زوجته التي استخدمها جسرا فكان يدللها بالخضوع لها ويمنّيها بالأحلام حتى تمكن من حبها وترصّد الأموال ، فكانت تظن أن طيب الحياة يبقى مع هذا الدلال واليوم تبحث الزوجة عن مخرج لها وتعتنق ذكريات الألم وكيف أجاد التمثيل في روعة الحب وتنادي بالرجاء أن تحصل على ورقة الطلاق من بعيد فأكتشفت الفرق بين الحياة المستقرة في بلد بني جلدتها وبين رجل له عائلته وأسرته وبلده وحارته وأصدقائه وأحبائه كلهم ينتظرون ولهم الحق بعودته مهما غاب، وتبقى الأمور معلقة إذا كان بينهما إنجاب ، فمهما طال الزمن فلابد للأبناء التواصل مع أبيهم وعند بلوغهم الرشد وإكتمال مقومات جنسية البلد فسوف يحصلون عليها، وغدا يحضر الأب في عقر دار أبنائه زائرا وينسى خيانات المال.
مواطن تزوج إمرأة من غير بني جلدته كان الفقر مسكن في قلبها ومعيشتها، عاشت معه خمس عشرة سنة، أنجبت الأطفال فهنأه من حوله على هذه الحياة ليتفاجأ الجمع بالمتغيرات، فالزوجة اليوم تناجي زوجها بإصرار أن يشتري لها منزلا في بلدها فهي ترغب أن تستقبل الموت بين جنبات أهلها وذويها ومعها أطفالها وعليه أن يتردد عليهم ويتكلّف بالمصاريف.
ورجل تزوج إمرأة من غير بلده وأصبح عميلا للبنوك يستدين كل عام آلآف من الدولارات ويسافرا لأهلها ويعود وقد اثقل كاهله القرض وعندما ينتهي تسديد القرض من عامه السابق يبدأ من جديد.
لكل زواج هدف منه النبيل وبعضه يبدأ وينتهي بتحقيق التخطيط الخسيس، ويبقى الزواج من بني جلدة الإنسان هو الهدف السامي ولكن قد ينتهي بمأساة سببها أحد الأطراف لكن ليس بخيانة التخطيط السيئ أن الهدف من زواج ينتهي بمكاسب مالية أو متعة يعيشها لفترة زمنية وفكره الفرار بعد قضاء مصالح خطط لها الرجل وهو أكثر غدر من المرأة.
وتحدثنا كثير من الحقائق التي يجب التعرض لها في خضم هذه المواقف فقد فاز الأولون بزواج الإستقرار وعاشوا مع زوجاتهم من غير بني جلدتهم بحياة اكتملت بها كل مقومات الحياة الزوجية عندما كانت الحياة بعيدا عن مطمع المادة، كان هذا في عهد ومضى لكن نحن في عصر اختلّت به كل ظروف الحياة عما كان فأصبحت المصالح المادية والتخطيط لها تتقدم خطوات الزواج من غير بني جلدة بعض المجتمعات.
إن للأزواج والزوجات أسر وعائلات في بلدهم، والحياة لها متغيرات بين المرض والموت والشوق والإشتياق، فلابد من السفر للتواصل مع الأهل والأقارب هنا هناك، فهل ندرك هذا قبل أن ترسم لنا العاطفة لوحة خيالية أن الحياة تسير بغير ما نتخيله من أسباب.
وكانت السيدة كورونا بكل سلبياتها لها من التثقيف والمعرفة وكشف الحقائق ، فالأجنبي عن زوجته في بلدها غاب، والأجنبية مع زوجها في بلده ترغب الفرار لدى أهلها من أجل الإطمئنان، وللمتزوجين في بلدان بعيدة بالخفاء حديث آخر له جلسات بين إتصالات مخفية وبث الشجون في الشوارع بعيدا عن الزوجات، وكم من تقصير حصل للزوجات والأطفال لأن زوجة الخفاء تحتاج لمصاريف شهرية من زوجها الذي حالت كورونا بينه وبينها فبات في شقاء الصمت وقد ينعكس على زوجته وابنائه، وليت شعري هل تنتظر زوجة الخفاء العودة أم أنها تزوجت حتى يعود لها ( الدنجوان) بالأموال
حالات يتلمسها الكثير ولا يعتبر لها لأن نزواتهم تصور لهم أن هذا القادم ملاك، وأن الكلام المعسول هو عصب الحياة بالإستمرار حتى إذا وقعت الحقيقة تزداد حالات الأمراض وقد ينتج عنها شيئ من الإنحراف، فأعرفوا أين يكون موقع الأقدام مع الأخذ بالإعتبار والتبصر والبصيرة أن الزواج حق مشروع مهما تخطت الأعمار سنواتها، وأن هناك مواطنات ومواطنون واجنبيات وأجانب لديهم حالات مخفيّة ضيقة الحدود ولها من الأسباب والضروريات التي قد تجبر صاحبها على ركاب الصعاب للزواج من غير بني جلدته لأسباب لا يعرفها غير صاحبها وتغيب عن الآخرين، إنما ما جاء من قصص واقعية هو تثقيف وتأكيد أن يكون الهدف من الزواج الإستقرار بعيدا عن رغبة مخفية ينتج عنها التلاعب بعواطف الآخرين، لأن الزواج فرحة لا توصف، والغدر منه آلآمه لايعرفها الا من عاش بها أو كان قريبا من الإحباط الذي لازم صاحبها.
بقلم
أ. طلال عبدالمحسن النزهة