إن قضية المرأة لربما هي القضية الأولى في المجتمعات الأنسانية ، فالمرأة تمثل نصف المجتمع ، و روح الحياة ، فكم من امرأة عانت من ظروف الحياة القاسية إبان العصور الجاهلية،والعادات،والتقاليد المتوارثة ،وكممن امرأة فقدت حياتها ، و استقرارها بسبب عنف رجُل ظالم . لقد عانت المرأة منذُ القِدم من مصارعة الألم ،فكانت مضطهدة مسلوبة الإرادة ؛ومن ثم جاء الأسلام ،وغيّر المفاهيم ،والمعتقدات تجاة المرأة لينظم تعاملاتها ،و يعطيها حقوقها ،و يمنحها بطاقة العبور بأمان إلى حياة جديدة ،بعد أن كانت مهضومة الحقوق في الجاهلية تعيش ذل الظلم،و ويلات القتل خوفاً من العار ، أي ظلمٍ هذا وأي جهلٍ أوقع القوم المرأة فيه؟!
دارت الأيام وفي ظل العادات والتقاليد عادت الجاهلية بأساليب أخرى ،وصورة مماثلة ولكن حديثة،لم تختلف بين البدو ،والحضر ،والمكان
،والزمان ،فالمعاملة هي بسبب ثقافة موروثة من العادات ، والتقاليد !
إلتقيت بأحدى الأخوات ( م ، ن) ، وقد هد حيلها الزمان تحدثنا كثيرًا ويبدو لي أني قلبت مواجعها فقد تزوجت صغيرةً ،و لم ترَ ذلگ الرجل إلا ليلة زفافها في غرفتها ، لم تكمل تعليمها وزج بها بين يدي رجلٍ غليظ غضبان على الحياة ذا أخلاق سيئة في تعامله معها ، استسلمت الزوجة الصغيرة لحياتها الجديدة ،
و الكئيبة ،وقرت في بيتها خوفا من والدها ، كان زوجها السيء يضربها على أهون الأسباب و تروي أنها في أحد الليالي بعد أن أعدت مائدة العشاء لرفاقه وأكلوا وأنصرفوا دخل
يحمل "خيزرانه" في يده وقام بضربها حتى نزفت دماً ، والسبب أنها لم تضع المرق على مائدة الطعام ؟!
لم تستطع أن تدافع عن نفسها ،و أن تبوح بما في قلبها ، نامت ومازالت تنزف هادئة في فراشها وداخلها ألمٌ دفين وحزن شديد ...
حياة تستمر و هي مستسلمة أمام ويلاتها ، خوفا من والدها ومن كلام الناس حتى فقدت لذة السعادة و حلاوة الحياة . كانت ترى الحياة في عيون صغارها ،و تجدها بين ألعابهم في تلگ الابتسامات البريئة ، تطمئن نفسها بأن الله لن يضيع لها تعبًا ،وغدا ستكون الحياة مع أبنائها أجمل ....
لقاء ترك في قلبي غصة من ذلگ الزوج الذي سكب الأحزان و الآلام في قلب امرأة بريئة ..
العاقل و الرجل الحقيقي هو الذي لايُدخل حزناً في قلب امرأة ضحت من أجله ، وغيرت الكثير لأجله ..
للأسف أن بعض التصرفات تجعل المرأة تتمنى غياب الرجل من حياتها ،وتحرص على غيابه لأنها لم تعد تطمئن على نفسها في وجوده ...
هذا المخزون العظيم من الألم والحزن والغضب والغبن الذي يسكن داخل قلب "صديقتي " وأمثالها من السيدات سببه رجل لا يعرف قدر المرأة و لا يدرك أهمية اكرامها و الاهتمام بها ..
لماذا أيُها الرجل تستبيح دموعها،و تتلقى منگ الهوان ،والذل ،وهي تراگ حياتها وسعادتها ..
المرأة طبيعتها حساسة رقيقة المشاعر أنوثتها،و عاطفتها تجعلها غير قادرة على تحمل الظلم ،و الابعاد ،و الاحتقار ...
لأن الله كرمها ،وخلقها نعمة عظيمة نصفگ الثاني ، أنت تعطيها وهي ترد العطاء أضعاف أضعاف عطائگ ..
"رفقا بالقوارير " فلم يخلقها الله نقمةً عليگ وإنما نعمة تستحق الشكر والاحترام ..
أُخبركم سراً....
إن دموع المرأة سر قوتها وجمال عينيها فهي تهون عليها الكثير من قسوة الحياة ...احذر سيدي الرجل من امتهان كرامة المرأة فإنها تصبر ،وتصبر ،ولكن صبرها لن يدوم إذا وصل بك الحال إلى تعذيبها لأنها عزيزة نفس لا ترضى أن تُذل أو تُهان.
بقلم
بدرية ال عمر
التعليقات 3
3 pings
زينة
2020-11-25 في 8:19 م[3] رابط التعليق
رائع أ/بدرية
ام طارق
2020-11-25 في 8:37 م[3] رابط التعليق
لله درك وزادك الله من فضله ونعمه وجعلك الله ذخر للمجتمع ونفعك بما علمك وبارك لك فيما تعلمتي
غير معروف
2020-11-26 في 7:24 ص[3] رابط التعليق
كتبتي مالم تنطق به الكثير من النساء