تعرف كل علاقة اجتماعية بمميزاتها وشروطها حتى لايحدث الخلط الذي يؤدي لانتهاء العلاقة، فمثلا عندما نضع الزميل مكان الصديق أو الصاحب فإننا نحمل هذه العلاقة فوق ماتحتمل مما سيؤدي للتنافر بين أصحاب هذه العلاقة ؛لذا استوجب علينا معرفة الفرق بين الزميل والصاحب والصديق ،و لن اتناولها بالصيغة اللغوية للمفردات بل من حيث الحالة الاجتماعية السائدة لها .
فالصديق هو الإنسان الذي يخاف على مصلحة صديقه ويعتبره مكان النفس والروح يتواجد حوله وحواليه يدافع عنه في غيابه ويعلي من شأنه في حضوره و غيابه ويقدم له كل مايستطيع ليكمل ما نقص عليه ؛فهو في كثير من الأحيان أقرب من الأخ أو القريب و من مميزات هذه العلاقة أنه يسمح فيها بكل ماهو ممنوع في العلاقتين الأخريين التي نحن بصددها ،فالصداقة تحتل المنزلة الأعلى في العلاقات وكلامي ينسحب على الجنسين .
اما الصاحب فهو رفيق درب وليس رفيق مصير بمعنى أنك معه وهو معك مادامت الأمور بخير فهو رفيق سفر و رفيق جلسات السمر ،رفيق منتزهات و حفلات، رفيق الأوقات الجميلة ولكن قلما تجده وقت الشدائد والمصاعب والحاجات؛ لذا نسمع مقولة ما أكثر الأصحاب حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل .
فالصاحب ليس مكانه الشدائد ولا تؤهله علاقته بك ان يكون رفيق مصير مشترك إنما هذه الميزة للصديق . والصاحب كما أسلفت صاحب ايام اليسر و الإنشراح وهناك فرق كبير بينه وبين الصديق والصاحب يأتي بالمنزلة الثانية بعد الصديق .
اما الزميل فهو شخص مفروض عليك و انت مفروض عليه ولم يختار أي منكم الآخر إنما جمعتكم ببعض الدراسة أو العمل فتتسم العلاقة بينكم بالسطحية وتتمحور حول الشراكة المكانية التي جمعتكما ببعض، وغالبا ما يكون الإحترام والتقدير والتحديد لإطار العلاقة قائم طوال فترة بقاء العلاقة على حالها مالم تتطور إلى صحبة أو صداقة ،وفي هذه العلاقة تجد النمطية المتبعة من عامة الناس تسود وبقوة ؛فقد تحرص أنت و زميلك ان لا يعرف احدكما عن الآخر أكثر مما يرى منه فليس للزميل سوى الشكل الخارجي للإنسان وليس له أي دخل ببواطن الشخصية الإنسانية وفي هذه العلاقة لن تجد مميزات الصاحب ولا الصديق ولكنك تجد علاقه سطحية في أطر معينة لايجوز التجاوز فيها أبدا .
و قد يكرمك الله بشخص يمكنك اعتباره زميل وصاحب وصديق فإذا وجدته فلا تتركه أبدا وحتى ولو كان صاحب وصديق فان أمثال هذا الشخص نادري الوجود كالدرر والجوهر فحافظ عليه إن وجدته وتحمل مزاجه وسد ثغراته كلما استطعت لأنك لن تجد إنسان كامل الصفات وخصوصا في زمن طغيان المعايير المادية على المعنوية .
كلمتين ونص
حافظوا على علاقاتكم وتحملوا الأخطاء ولاتنهوا العلاقة من اجل زلة بل سدوا الثغرات و سددوا و قاربوا وجملوا العلاقات تعيشوا سعداء.
بقلم : عماد عمر طيب
التعليقات 1
1 pings
Ibrahim Saif
2021-03-02 في 3:28 م[3] رابط التعليق
كلام جميل من شخص أجمل