رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا دخلت عليه ابنته فاطمة رضي الله عنها قام من مجلسه وأقعدها مكانه.
وبينما أمير المؤمنين" معاوية بن أبى سفيان" رضي الله عنه في مجلسه ذات يوم وفي حجره إبنته عائشة إذ دخل عليه أرطبون العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه ،
وسأله من هذه يا أمير المؤمنين؟
فقال له :تفاحة القلب.
قال :أنبذها عنك. قال :ولم؟
قال: لأنهن يلدن الاعداء، ويقربن البعداء، ويورثن الضغائن .
فقال له الخليفة الحليم :
لاتقل ذلك ياعمرو، فوالله مامرض المرضى ولا ندب الموتى ،ولا أعان على الاحزان مثلهن، ورب ابن أخت قد نفع خاله.
فقال له عمرو: ما أراك إلا حببتهن لي .
فتفقدوا تفاحات القلب في بيوتكم واحسنوا اليهن يصلح الله أحوالنا واحوالكم .
إضاءة:
ترى الدكتورة لمياء عبد المحسن البراهيم استشارية طبيبة أسرة ومجتمع ـ: ان مشكلة العنف ضد المرأة تعد ظاهرة عالمية فبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن امرأة واحدة ما بين كل ثلاث نساء تتعرض للعنف بأنواعه؟ مضيفة بأن الإحصاءات لا تزال في السعودية غير دقيقة مرجعة ذلك لاعتبار البعض بأن العنف أمر معتاد ضمن العرف والتقاليد، أو الخوف من الوصمة الاجتماعية والتوبيخ وتبعات التبليغ عن العنف الأسري، بالإضافة إلى ذلك عدم وجود مأوى لائق للمرأة، خصوصا لو كان لديها أطفال مطالبة بوقفة حازمة تجاه العنف ضد المرأة من كافة مؤسسات المجتمع.
وتشير البراهيم إلى أن المملكة تدعم تمكين المرأة وقد تغيرت الكثير من الأنظمة والإجراءات خصوصا خلال الثلاث سنوات الأخيرة وأن حقوق المرأة تحظى بالأولوية لدى صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وعلينا المزيد من التوعية التي تعرف المرأة بحقوقها التي كفلها الشرع مع تعزيزها بالتشريعات وتسهيل إجراءات التبليغ والسماح للشهود بالرفع حتى بدون موافقة المعنفة، وكذلك التجاوب لحمايتها، وإبعاد المتسبب بالعنف مع بقائها في منزلها معززة مكرمة مع أبنائها قد يمثل تغيرا جذريا في التعامل مع العنف.
بقلم احمد عزير
aboasil1967@gmail.com