خاطرة أدبية بقلم الدكتورة: منى فتحي خليل – مصرية – أستاذ مساعد بجامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل.
(الصورة اهداء بريشة الفنانة/ مروة فتحي خليل)
وَيُبْدع في الحديث عن شيء من جربه عن كثب.
وهنا يأتي السؤال، ما أسباب الاغتراب؟
الجواب: غربتي الأولي غربية لعلم وتحقيق حلم طفولي بريء، والثانية ما زالت في بقعة شرق أوسطية، عملًا وتوقا لسعادة وأمل قريب.
س. اذن لم يكن الاغتراب عن البلاد فرار؟
ج. كيف ومصر في القلب هي الدار والديار، مع خلايا الدم في بلازماه تسري، وبها امتزجت جينات شريط الوراثة، هي أكسجين الحياة، وفي وجهي علامة تاريخ أجدادي، في لوحاتي هي أنثى جميلة وشاحها علم ثلاثي الألوان يتوسطه نسر... أم عظيمة طرحتها نسيج من أفراح وأتراح الزمان، هي بؤرة نور؛ ضيائها وإن خبا لا يزول؛ بل يبقى جاذبًا لفراش الأرض بشرًا من شتى البقاع، سحر فتان موصوف لا يوصف، وكل من جربه وإليها أتى، يود ألا يرحل وبعد الرحيل يعد العد حتى يعود عاشقًا ولهان، متلهفًا للنيل عطشان.
س. فماذا استفدت اذن من الاغتراب؟
ج. في السفر فوائد وفوائد... مغامرات واكتساب خبرات، تجديد حيوات، بعض خصوصية وبضعة من الحرية، تحمل مسؤولية، وبناية شخصية ما كانت لتبنى لو ظلت حبيسة جمود وأركان. هل أزيد؟
يكفي الآن....
س. وما الذي خسرته في الغربة؟
ج. لو كان السؤال بالأمس لقلت كذا وكذا، ومن كذا عمر يلوح من الماضي البعيد القريب يصرخ في وجهي غضبًا، أما اليوم فقد صالحته مع نفسي، وأفهمته أن ما مضى منه ليس سوى رقم أضاف لكلانا بقدر وأخذ بقدر، فلننظر ودًا لحلو وطيب إضافته ونشكر جزلًا طرح المر والسوء عنا، ولنبصر بشوق متبسم في غد أجمل يبهجنا.
أتحلمين، أنائمة انت، أم في خيالات اليقظة تعيشين؟
نعم أحلم وفي الخيال أهيم، وكل حقيقة عشتها، حلوها كان حلم صار على أرض الواقع كائن حي جميل بروح بريئة.. صغيرة لا تكبر، لا تهرم، ولا تموت.
س. وإلام تطلعين لغدك القريب والبعيد؟
ج. لن ازيد على المزيد من الحب اللامشروط في العلاقات مع الكون؛ ظاهره ومثله المكنون. والآن عذرا لنكتفي بهذا القدر أسئلة.
شكرا ولنكمل في مرة قادمة، فيوم تلو يوم تتغير، تتبدل، او تولد افكار!!!
تحياتي،
د. منى فتحي خليل
Email: dr.monakhalil@gmail.com
Twitter: Dr. Mona Khalil@DrMonaKhalil1
التعليقات 3
3 pings
دكتوره منى سليمان
2020-11-29 في 11:40 ص[3] رابط التعليق
جميله كعادتك دكتوره منى بالتوفيق حببتي
ريماس المطيري
2020-12-02 في 4:53 م[3] رابط التعليق
دكتوره منى مبدعة و متميزة كالعادة 🌺خاطرة تلمس اعماق القلب
امين الديباوى
2020-12-11 في 4:15 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله متميزة دائما د. منى ومواهب متجددة ورثتيها عن الوالد العظيم. اسال الله ان يطيل فى عمرة ويوفقك فى عملك