بداءت دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتدرج وعندما امره الله ان يدعوا اقاربه من قومه
قال تعالى ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين )
قام الرسول عليه السلام بعقد اجتماع لكافة اقاربه من ال هشام في بيته وبعد ان بداء الحديث في دعوتهم لتوحيد الله قاطعه ابولهب استجابة لأوامر زوجته حمالة الحطب التي قامت بتحريضه قبل الذهاب للاجتماع ونصحته ان ياخذ على يد النبي قبل ان تاخذ العرب على يده. وانفض المجلس بسبب ابو لهب الذي على صراخه واعتراضه على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يمر وقت طويل حتى أنزل الله على النبي أن يجهر بالدعوة
قال تعالى { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين }
صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبل الصفا
وكان من عادة قريش أي رجل اذا أراد أن يستغيث أو ينذر يصعد على جبل الصفا. ثم نادى بأعلى صوته صلى الله عليه وسلم . فلما سمع الناس الصوت أخذوا يهرولوا إلى الصفا. ويقولون : هذا صوت محمد .وما زال صلى الله عليه وسلم ينادي حتى ازدحم الناس عنده والكل يريد أن يسمع ما يحدث.فخطب يا معشر قريش أرأيتم لو أحدثكم أن خلف هذا الوادي خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم تصدقوني ؟ قالوا : ما جربنا عليك الكذب وإنك فينا لصادق أمين !
قال : فإني رسول الله إليكم .فقاطعه أبولهب وصرخ بصوت عالي. يا محمد ألهذا جمعتنا ؟ تب لك سائر اليوم
فلما رأى الناس عمه أبو لهب يصرخ عليه ويتهجم عليه انفضوا وتركوه وإذا بجبريل من فوق سبع سماوات يتنزل بأمر الله ويهبط على الصفا يتلو قول الله تعالى { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ، سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ، وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ، فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ }
فلما سمعت زوجة ابو لهب ( ام جميل ) الناس يرددون هذه الايات وان الله وصفها بحمالة الحطب
أشتعلت وثارت من الغضب. وكانتا { رقية وام كلثوم ابنتي النبي } زوجتان لأولاد ابو لهب .فأمرت حمالة الحطب زوجها بالضغط على ابنائه لكي يطلقان بنات الرسول عليه الصلاة والسلام فقاما بتطليقهمن.
وكانت زينب بنت رسول الله متزوجة من { ابي العاص ابن ربيع } وكان في تجارته للشام فلما رجع من سفره
ذهبت قريش الى { ابي العاص } حتى يقنعوه أن يطلق زينب من باب التضييق على النبي ومحاربته
فقال ابو العاص : لا ورب هذه البنية يقصد الكعبة لا افارق صاحبتي فليس بيني وبينها ما يدعو ذلك ولم أرى من محمد إلا خيراً وانا لست على دينه ولكني لا افارق ابنته. فقالوا له : فارقها ونحن نزوجك بأي امرأة من قريش شئت، قال: لا والله وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش. ابي العاص عنده زينب تساوي كل نساء قريش. وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة استاذنت في البقاء مع زوجها في مكه فاذن لها. ولما كانت غزوة ( بدر ) خرج ابو العاص مع قومه فوقع في الاسر.
وصل الخبر الى زوجته زينب عندما دخلت عليها عمتها عاتكة تخبرها بانتصار أبيها في بدر فسجدت شكرا لله. ثم سألت عمتها : وماذا فعل زوجي؟. فقالت لها :لم يقتل زوجك ولكنه أسير ويطلب الفداء
فقامت زينب رضي الله عنها وجمعت ما لديها من مال فلم يكفي للفداء فنزعت قلادتها من عنقها ووضعتها مع المال.
وعندما أتى المرسول ليفدي ابا العاص.وضع المال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فنظر النبي في المال فوقع نظره على القلادة. فلم يملك نفسه فبكى عليه الصلاة والسلام. فسأله اصحابه ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال : هذه القلادة لأمكم خديجة ألبستها لزينب ليلة زفافها. فقالوا : ماذا ترى يا رسول الله ؟
قال :إن شئتم فاقبلوا الفداء وإن شئتم اطلقوا زوجها وردوا عليه قلادتها فأطلقوه واعادوا له القلادة. وقبل ان ينطلق استوقفه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : يا ابا العاص لقد فرق الله بين المؤمنين والكافرين فزينب لا تحل لك زوجة بعد اليوم فاذا بلغت مكة فارسلها الينا. ثم استدار عائدا إلى مكة وهو لا يدري كيف يرجع زينب لا يستطيع ان يفارقها خرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة فلما رآها
قال لها : يا زينب عودي إلى أبيك وابلغها بما قال الرسول في موضوع التفريق ثم جهز لها زادها وراحلتها وأخبرها بأن رسل أبيها ينتظرونها غير بعيد عن مكة في مكان يقال له ( بطن يأجج ) وعندما استقرت في المدينة انتظر ست سنوات على امل عودة ابا العاص مسلما. وذات يوم خَرَجَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الربِيعِ تَاجِرًا إلَى الشّامِ وعند عودته اعترضته سَرِيّةٌ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَاسْتَاقُوا عِيرَهُ ولكنه هرب واستطاع ان يتسلل الى ان وصل بيت زينب فطرﻕ ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻗﺒﻴﻞ ﺁﺫﺍﻥ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﺗﻪ : ﺃﺟﺌﺖ ﻣﺴﻠﻤﺎً ؟ ﻗﺎﻝ : ﺑﻞ ﺟﺌﺖ هاربا مستجيرا. ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻓﻬﻞ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥْ ﺗُﺴﻠﻢ؟. ﻘﺎﻝ : ﻻ.
ﻗﺎﻟﺖ : لا ﺗﺨﻒ . ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺎﺑﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺔ. ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺄﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺃﻣﺎﻣﺔ. ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻡّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﺇﺫﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ من صفوف النساء.
ﻗﺪ ﺃﺟﺮﺕ ﺃبا ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ : ﻫﻞ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ؟
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﺎﻟﺖ ﺯﻳﻨﺐ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥّ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺇﻥ ﺑﻌُﺪ ﻓﺎﺑﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺔ ﻭﺇﻥْ ﻗﺮﺏ ﻓﺄﺑﻮ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺟﺮﺗﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻓﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻭ ﻗﺎﻝ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﺫﻣﻤﺘﻪ ﺻﻬﺮﺍً.
ﻭ ﺇﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻓﺼﺪﻗﻨﻲ ﻭ ﻭﻋﺪﻧﻲ ﻓﻮﻓّﻰ ﻟﻲ.
ﻓﺈﻥ ﻗﺒﻠﺘﻢ ﺃﻥ ﺗﺮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺮﻛﻮﻩ ﻳﻌﻮﺩ ﻭﺇﻥُ ﺃﺑﻴﺘﻢ ﻓﺎلأﻣﺮ ﺇﻟﻴﻜﻢ. ﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﺑﻞ ﻧﻌﻄﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ : ﻗﺪ ﺃﺟﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﺮﺕ ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ
ﺛﻢ ﺫﻫﺐ الى ﺑﻴﺘﻬﺎ. ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ ﺃﻛﺮﻣﻲ ﻣﺜﻮﺍﻩ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ يقربنك ﻓﺈﻧّﻪ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻚ. قلت : ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﻷﺑﻲ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺃﻫﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺮﺍﻗﻨﺎ. ﻫﻞ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥْ ﺗُﺴْﻠﻢ ﻭ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻨﺎ.
ﻗﺎﻝ: ﻻ.
ﺃﺧﺬ ﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ. ﻭ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﻗﻒ
ﻭ ﻗﺎﻝ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻫﻞ بقي ﻟﻜﻢ ﺷﻲﺀ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻭﻓﻴﺖ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ.
ﻗﺎﻝ : ﻓﺈﻧّﻲ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇلا ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺛﻢ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺠﺮﺍً ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ عليه الصلاة والسلام ﻭ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺟﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎلأﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺟﺌﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ إلا ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻞ ﺗﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﺃﻥْ ﺃﺭﺍﺟﻊ ﺯﻳﻨﺐ؟
ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻭ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ ﺇﻥّ ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﺟﺎﺀ ﻟﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻨﻲ ﺃﻥْ ﻳﺮﺍﺟﻌﻚ ﻓﻬﻞ ﺗﻘﺒﻠﻴﻦ؟
فاﺣﻤﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ
- ختام الدورة التدريبية للحكام المستجدين لرياضة الكيوكوشن
- بمشاركة 10 مدربين وطنيين ..اختتام دورة مدربي اللياقة البدنية بالتعاون مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم
- تعليم جدة يطلق فعاليات هاكثون التعليم المستمر 2024
- البطولة العربية الخامسة عشرة للروبوت تنطلق غدا في عمان
- المملكة ترفع رصيدها إلى 71 ميدالية في الألعاب الخليجية
- مجمع الملك عبدالله الطبي بجدة يحتضن برنامجًا توعويًا لاضطرابات طيف التوحد
- بحضور سعادة محافظ محايل عسير كلية التمريض بمحايل عسير تقيم فعالية مهنتي هويتي
- جدة تستعد لاحتضان فعالية جيدس الدولية للتعليم والتكنولوجيا بنسختها الخامسة
- “تعليم جازان” يُنهي إجراءات المقابلات الشخصية والمطابقة لـ567 مرشحًا ومرشحة لشغل الوظائف التعليمية التعاقدية
- رئيس مطارات القابضة: الطاقة الاستيعابية للمطار ارتفعت بنسبة 200% لتصل إلى مليون مسافر سنويا
المقالات > فأحمر وجهها وابتسمت
عايض الصميدي
فأحمر وجهها وابتسمت
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.watannews-sa.com/articles/173577.html