بعد كل ديربي في البطولات المحلية يكون إحدى الكبار طرف فيه يحدث مايجعلك مشدوهاً..ليس لجمال مايحدث بل لسوء ماتشاهده ..
يبدو أن الكرة السعودية التي عانت ولسنوات طويلة من حمى التعصب ستظل وحتى وقت بعيد ترزح تحت وطأة متعصبين يعتقدون انفسهم المخلص للمشجع البسيط امام كرة القدم التي زادوها تعقيدا وتحليلا يتشارك السم والعسل نفس الوعاء التحليلي .
لن أتحدث عن التشكيك في حكم أو نزاهة فريق او خطأ منظومة.
فكرة القدم لعبة جماعية بطبيعتها تقوم على عوامل واساسيات ليس التعصب ابدا احدها وربما أوضح لنا الفايروس العالمي أن اللعبة الجماعية الأولى والأكثر انتشارا يمكن لعبها بدون جمهور أصلا .
ما أثار حفيظتي لهذا الموضوع وجعلني اكتب عنه هو مايحدث من صراع جماهيري لم يعد تعصب لفريق بقدر ماهو التشكيك في نزاهة اخر والدخول في ذمم والقذف أن لزم أمر المدرج وعاطفته .
أن تستضيف محللي الاثارة على طاولة واحدة وترمي بموضوعك الطعم الذي اكل عليه الدهر وشرب وأنت تعلم أنه أكثر المواضيع حساسية فهنا انت اما باحث عن مشجع ساذج ستزرع فيه المصطلح لينتج ثمارا لن يكون الخير فيها ولامنها .
عمادة الأندية. الملكي .الزعيم .العالمي .التحكيم .الاسطورة .
مواضيع ستجدها على طاولة البرامج الرياضية ومن الطبيعي جدا أن تجدها لكن :
هل من المعقول أن تصبح هذه المواضيع هي مايناقش ودائما وبشكل يومي ؟
اريد ان اسأل فقط:
من يعد لهم ؟
أن كان مشجعا ومتحيزا فاخبروه أن كرة كرة ابسط بكثير من هذا الذي يحدث.
ومالذي يريده ؟
أن كانت القنوات التي تطرح مثل هذا تبحث عن اعلانات او إثارة فأحسنوا صنعا في حين أن المحتوى سقط وفشل المعد .
ما يثير السخرية فعلا :
ترحيب الضيوف بعضهم ببعض ثم اختلاف النهج للسباب ومطالبة كل منهم الاخر بالمهنية وهو أبعد ما يكون عنها .
في المحصلة العامة لهذه البرامج :
يطرد مذيع ويخرج ضيف غاضبا ويتم تجييش المشجعين بعبارات التعصب ومفاهيمه. والفائدة لا شيء سوى ساعتين تبدأ وتنتهي بأصوات مرتفعة فقط .
أخيرا :
ستؤسس مثل هذه البرامج لجيل أفضل ثقافته الرياضية عبارة إسقاط او تقزيم..جيل لن يفخر بالمنجز بل سيكون كل انجازه التقليل من إنجاز غيره .
بقلم
صالح جراد الشهري