كثيرة هي مواطن السأم وموجبات الملل والمنغصات من أقلها وحتى المصائب العظام ولكن المؤمن يعلم أنه مبتلى وأن له أجوراً عظيمة كل ما مر عليه ابتلاء كبر أو صغر ومصداق ذلك قول النبي ﷺ ( عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ) . رواه مسلم. ويعلم المؤمن كذلك أن الله لا يضيع أجره فيما ابتلاه به فقد قال الحبيب ﷺ : مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه متفقٌ عَلَيْهِ.
إن المصدق بذلك يهنأ بحياة سعيدة ورضى تام بكل ما قدر الله له فلا يكره من أمر الله شيء مع علمه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وعلمه أيضاً أن في كل محنة منحة ولتيقنه أن كل الذي قدره له ربه في مصلحته سواء علم الحكمة من ذلك أو لم يعلم.. وإننا في هذا العصر العجيب لنرى كثيرا من الناس يصل بنفسه لمرحلة التأفف بل والاعتراض على القضاء والقدر ثم ما يلبثون أولئك حتى يتندمون وذريعتهم في ذلك. هو الغضب أو الصدمة، وفي مسائلة مجازية لعقولهم. لماذا كان الصبر قيمة عظيمة ويهب الله عليه أجوراً عظيمة بل جعل الله الصابرين ممن عطاءهم بغير حساب قال تعالى ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) ويقول تعالى ( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) ومع كل الوعود الربانية إلا أننا نجد من يتذمر ويتسخط على أقدار الله. ألا فليعلم المتسخطون أنه لا مناص من قدر الله فلما يسلكون سبيل الخسران، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) ولذا فإن أعظم وجل ما يملك المرء هو (الرضى) فهنيئا لمن كان راضياً مرضياً صابراً حامداً فإن أرى المسلم ربه من نفسه خيرا فتحت له المغاليق وعوض عوضاً تدمع عينيه له.
بقلم أ. هادي عسيري
التعليقات 2
2 pings
غير معروف
2021-02-27 في 3:30 م[3] رابط التعليق
كلام جميل كا جمال كاتبه🌹
علي المحجاني
2021-02-27 في 6:39 م[3] رابط التعليق
جزيت خيرا الجزاء شيخ هادي ما احوجنا لذلك جميعاً