مع حركات التطور الرقمي والإلكتروني والإعلام الجديد إنتشرت ظاهرة التسول الرقمي
تلك الظاهرة اصبحت واضحة للعيان واصبحت تشكل جزء كبير من منشورات وسائل التواصل الإجتماعي
اغلبنا عايش مراحل تطور التسوول من الإشارات للمساجد ولمن كانوا يزورون البيوت ليشكوا احوالهم ليحصلوا على الاموال
للأسف اصبحنا سلعة بأيدي المتسولين
نحن من ساعدناهم وجعلنا انفسنا رخوة وهشة لمظاهرهم البسيطة والمؤثرة في النفوس
كلنا نعلم ان الإسلام حثنا على الصدقات من خلال النصوص الواضحة في الحديث والقران
ولكن هناك إشتراطات لتلك الصدقات
يجب ان تعرف حاجة الشخص الملحة والفقر المطقع الذي يعيش فيه والعجز الكامل لذلك الشخص
ففي حديث انس رضي الله عنه حينما جاء رجل يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم حاجة سئله الرسول هل لديك شيء تبيعه قال نعم فأمره ببيعه وشراء طعام لبيته والعمل بما تبقى من مال فقال له إذهب واحتطب وبع
ثم رزقه الله مما باعه وكفى نفسه مد يده للناس
فالدين حث على العمل والبذل من اجل الكسب الشريف
لم يحث ديننا على التقاعص ومد اليد للآخرين
نلاحظ كيف اصبحت ظاهرة التسوول الرقمية واضحة في مواقع التواصل
بل انها اصبحت ملفتة للنظر
يحدثني احد الاصدقاء المقتدرين
يقول بعد ان اصبحنا نلاحظ كثرة تلك المنشورات التي ترمى في مواقع التواصل دون حسيب او رقيب قلت اريد ان اجرب واضع فاتورة الكهرباء في تويتر وارى هل يسددها احد!
وبعد يوم تفاجئ صديقي بانه قد تم سداد فاتورته المقدرة بمبلغ يقارب 500 ريال
هل فكر الشخص المتبرع بحاجة ذلك الشخص من عدمها؟
اعرف ان فينا الخير ونبحث عن الأجر ولكن يجب ان تعرف اين تنفق صدقاتك واموالك
ولا تجعلها عرضة للنصب والإحتيال
لو تلاحظون معي ان تلك التغريدات في تويتر تضع حديث او اية عن فضل الصدقة وان حالهم صعب ولا يستطيعون سداد المستحقات
وان الحالة إنسانية وصعبة
وتجد ان مصدر التغريدة صادرة من جهاز ايفون!
استحلفكم بالله لو وجدت احد في الطريق يتسول وبيده ايفون يساوي الاف الريالات هل ستمنحه الصدقة!
بالطبع لا
فكيف تمنح شخص يغرد من هاتف ذكي بمبلغ وقدره ويوجد به إنترنت
بل اصبحت تلك الظاهرة مثل العصابة التي تتاجر بتلك الحالات التسولية
تجد شخص لديه متابعين كثر ويكتب حالة إنسانية وكلمات مؤثرة ويضع رقم السداد للفاتورة او القرض
لماذا لا نسأل انفسنا لماذا يقوم ذلك الشخص بنشر تلك المنشورات!
هل تعلم انها اصبحت تجارة!
يقوم ذلك الناشر بعرض صفقة على المتقدمين عنده لنشر فواتيرهم
نفترض ان الفاتورة قيمتها 1000 ريال
يعرض عليهم إرسال مبلغ وقدره 200 ريال مقابل نشر الحالة
ويكون المبلغ مقدم وانت وحظك
يقوم الباحثين عن "الخير" بسداد تلك الفواتير بحث عن الأجر
ولم يعلم ذلك الشخص انه كان مجرد سلعة يتاجر بها ضعاف النفوس
إخراج الصدقات فن يجب تعلمه وفهم اصوله
لا تخرج اموالك إلا لمن تعرف فقره وعجزه وحاجته الملحة
كما جاء في حديث انس اما ان يكون صاحب فقر مطقع او دم موجع
هناك ابواب كثيرة تستطيع طرقها لوضع صدقاتك في مكانها الصحيح
مثل الجمعيات الخيرية التي تقوم بتوزيعها على المحتاجين
لا تصعر خدك للناس وتصبح ضحية لتلك العصابات التي تمارس سلوك النصب والإحتيال دون خوف ودون خشية من الله
يجب ان تكون هناك رقابة من المسؤول على تلك المنشورات الرقمية والحسابات التي تمارس تلك العمليات الإحتيالية
ويجب ان تكون هناك حملات توعوية تحذر من تلك المنشورات
في هذا الزمن اصبح الجميع مطلع ويعي ما يدار من حوله إلا السذج الذين جعلوا من انفسهم عرضة للنصب
قد يكون هناك محتاجين من تلك المنشورات ولكن لم نصل لمرحلة اليقين لحاجتهم
لذلك وجب عليك توخي الحذر وإخراج صدقاتك لأهلها الذين يستحقونها
بقلم
فيصل السفياني