في البداية دعوني اشكر فخامة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون
الذي ايقض في قلوبنا محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
واحيا سُنن مهجورة كنا قد غفلنا عنها
حينما يغفل الناس عن دينهم يبعث الله سبب يُثير الأنفس ويُعيد النشاط للإسلام بعد الخمول الوقتي الذي يصيب الأُمة
لذلك رزقنا الله بنعمة ماكرون حتى نُحيي تلك السنن ونتقرب اكثر لقصص نبينا وسماحة ديننا
اللهم صل على محمد وعلى ال محمد
قد يسأل احدكم كيف لماكرون ان ينجد اردوغان وهم يتبادلان الشتائم لبعضهم البعض؟
سؤال منطقي سأجيب عليه في اسطُر هذا المقال
ذكرت في مقالات سابقة ان الغرب يحاول تصدير اردوغان على انه خليفة المسلمين وان تركيا هي واجهة الإسلام في هذا العصر
من خلال إختلاق البطولات الرمزية مثل إعادة مسجد ايا صوفيا وتصدُّر اردوغان للمشهد في جل الأزمات التي يكون فيها طرف من الاطراف مسلم و التدخل السافر في قضايا الصراعات الداخلية في الدول العربية
لا اُخفيكم سرًا ان تلك اللعبة القذرة قد إنطلت على بعض العرب البسطاء وبعض المسلمين العاطفيين
وتغلغلت تلك الفكرة داخل عقول الناس من خلال دفع المليارات للقنوات الإعلامية التي تسعى لتنفيذ تلك الأجندة الخبيثة
ساهمت جماعة الاخوان المسلمين ( الإرهابية ) لزرع تلك الفكرة بعقول بعض العرب والمسلمين لإظهار اردوغان أنه عرَّاب الإسلام وخليفة المسلمين
ونجحوا في زرع ذلك التصور داخل عقول البعض في وقت سابق
هناك تحالف خفي بين اردوغان وماكرون وايران لتقسيم المنطقة
فإن معاول الشر إجتمعت لهدم الشرق و تقسيمه
فالنوايا خبيثة و الاجندة موحَّدة والأهداف مرصودة
كلنا رأينا كيف جاء ماكرون ليتصدر المشهد في لبنان بعد كارثة المرفأ في بيروت
لم يكن قدومه عبثي بل جاء ليستر مساوئ حزب الله الذراع الرئيسي لحليف فرنسا التاريخي " نظام الملالي في طهران "
كلنا شاهدنا الصراع الوهمي في شرق المتوسط بين ماكرون واردوغان
صراع هزلي مضحك
يُصوَّر به للبسطاء بأن تركيا وفرنسا مختلفتين ولا توجد بينهما اي شراكة من تحت الطاولة
كيف جاء ماكرون ليُنجِد اردوغان؟
بعد ان إستفاقت الشعوب العربية والمسلمة من سباتها العميق
بعد ان كشفوا دجل اردوغان وكذبه والاهداف السياسية التي يريد إكتسابها من خلال تظاهره بنصرة الإسلام والمسلمين
قررت الشعوب ان تقاطع الإقتصاد والسياحة التركية
نجحت الشعوب الثائرة على هذه السياسة العنجهية الدخيلة على بلداننا بسحق الإقتصاد التركي وجعله في اضعف حالاته منذ اكثر من 15 عام
حاولت جماعة الإخوان المسلمين ( الإرهابية ) ان تكبح جماح هذه المقاطعة وإيقاف ذلك النزيف الذي اصاب اردوغان في مقتل ولكن لم يستطيعوا ان يسيطروا على العقول واستمرت المقاطعة وحققت اهدافها الأولية ونتائج جعلت الليرة التركية تصل للقاع
اصبح الدولار الامريكي الواحد يعادل 8 ليرات تركية وفي هذا الأمر مصيبة ستحل بالاتراك وشركاء تركيا في المخطط الكبير
وفي هذه اللحظة المفصلية وجب على ماكرون التدخل
من خلال الإساءة للرسول وإثارة المسلمين وتوجيه بوصلة المقاطعة على فرنسا
ومن بعد تلك الإساءة يقوم اردوغان بتصدر المشهد ومهاجمة فرنسا وماكرون
وإستمالة قلوب المسلمين مع اردوغان
نحن المسلمون بطبعنا عاطفيين ومتعصبين لديننا ونبينا
لذلك من السهل خداعنا بشعارات الدفاع عن الإسلام
ولكن في هذه الفترة من الزمن اصبحت العقول اكثر إتزان وفهم لما يحاك من حولها
ولكن الاغلب لا زالت العاطفة تغلب عليهم
إستطاع ماكرون من توجيه بوصلة المقاطعة لفرنسا وتخفيف الضغط الكبير عن تركيا
تحولت المقاطعة بقدرة قادر من تركيا لفرنسا بعمل بسيط قام به ماكرون وجوقته
قد يسأل احدكم ما الذي ستجنيه فرنسا بعد ان جلبت المقاطعة لها ؟
سؤال عقلاني
ببساطة كل تنازل يجب ان يكون وراءه مكسب اكبر منه
فنحن نعلم التنازلات لا تُقدَّم إلا إذا كانت وراءها مكاسب لحظية او بعيدة المدى
كما ذكرت لكم في بداية المقال فرنسا تسعى لجعل اردوغان متصدر لواجهة المسلمين حتى تُدين الإسلام بالإرهاب وحتى تصل لأهدافها المشتركة مع تركيا وايران في المنطقة
ظهر اردوغان بعد الإساءة لرسولنا الكريم ليهاجم تصاريح وافعال ماكرون
قام اردوغان بنشر العداء والكراهية من خلال الإعلام والهجوم على من اساء للنبي بشكل يثير حماسة المسلمين
نجحت الخطة من خلال إستثارة حدثاء الأسنان وضعاف الرؤية ومختلِّي الفكر
حينما قاموا بهجمات إرهابية شنيعة في فرنسا
قام احد الشبان المسلمين بذبح ثلاث مسيحيين في كنيسة فرنسية في مدينة نيس
إستطاع تحالف الشر من ترسيخ فكرة ان الإسلام هو الإرهاب
من بعد تلك الحادثة التي حدثت بتحريض مباشر من اردوغان وارتبطت بإسم شاب عربي مسلم نجح ماكرون بخلق رأي عام دولي يدين الإسلام بالإرهاب
واتاح للعالم فرصة النيل من المسلمين ودينهم وتصويره على انه دين يدعو للقتل وسفك الدماء
اصبحت الصحف العالمية تطلق على الإسلام صفات غير مقبولة مثل الفاشيَّة الإسلامية والإرهاب الإسلاموي والفوبيا من الإسلام
خلاصة الأمر ضرب ماكرون عصفورين بحجر واحد
نجدة الحليف وتشويه الإسلام
ولكن عقول العرب والمسلمين يجب ان تعي ان هذه الاحداث كلها ضمن مخطط لتمزيق الشرق الاوسط وتقسيمه بين ثلاث دول لكل منها مصلحة في هذا التدمير
فرنسا تريد بسط نفوذها وإحكام السيطرة على دول شمال إفريقيا و لبنان
وتركيا تريد اخذ نصيبها من بلاد الشام واجزاء من الخليج العربي و مصر
وايران تريد إستكمال مشروعها للسيطرة على باقي الدول
المشكلة الحقيقية تكمن في العرب والمسلمين الذين يعيشون بيننا وللأسف انجرفت عقولهم لتلك المشاريع وخُدِعوا بالشعارات الوهمية
هؤلاء هم الذين يخدمون تلك المشاريع دون ان يعلموا حقيقة الأمر
يجب علينا التصدي لهم وتوعيتهم حتى لا ينزلقوا مع هذه التيارات
وجب علينا كمسلمين احرار ان نناظل من اجل هذا الدين وندافع عن اوطاننا بكل ما نملك
حتى وإن إستلزم الأمر ان نفتح منصات وحسابات في مواقع التواصل فقط لتوضيح تلك المخططات التي تحاك من حولنا
تذكروا ان الإسلام دين السماحة وان نبينا هو من امرنا بالتسامح والتعقل والحكمة
تذكروا ان توحدنا هو السلاح العظيم الذي يخاف منه المتاجرون بالدين واعداء الدين
وفي الختام تذكروا ان الحرمين هما الهدفين الرئيسيين لتدمير هذا الدين
دافعوا عنها وذودوا عنها بارواحكم حتى يبقى هذا الإسلام عصيّاً على الكفار والمتأسلمين
بقلم فيصل السفياني
التعليقات 2
2 pings
ميما
2020-11-17 في 6:06 م[3] رابط التعليق
دفاعك عن عقيدتك ومجتمعك ووطنك واجب شرعي وأخلاقي ونظامي، فما دمتَ قادراً على الدفاع حتى لو بتغريدة فلا تتأخر، وافعل ما تفخر به.
بنت الجنوب
2020-11-17 في 8:13 م[3] رابط التعليق
معجبه جدًا بمقلاتك السياسية بالتوفيق❤️