تعتبر النفس البشرية منظومة معقدة من المشاعر و الأحاسيس و الأفكار
ومنذ زمن بعيد سعى الإنسان مهما كانت ثقافته و مستواه التعليمي على فهم الآخر لأن ذلك يؤثر ايجابياً في بناء العلاقات الإنسانية و توطيد أواصر
الصداقة
و التلاحم
فما المقصود بفهم الآخر ؟
وكيف لنا كشخص غير متخصص في علم النفس أن نفهم ما يعيشه الآخرون و ما يشعرون به
تخيّل أنك في الموقف التالي:
تم دعوتك أنت وجميع زملائك في العمل إلى حفل عشاء ما عدا شخص واحد فقط
برأيك ماذا سيكون شعور هذا الشخص في حال علم أنه لم تتم دعوته؟
الغضب.
الحزن.
الألم.
الاستبعاد.
الحيرة.
التوتر.
الإحراج.
اللامبالاة.
لا شك أنك قد توصلت إلى الإجابة من خلال وضع نفسك في مكانه وتخيل ما ستشعر به في حال كنت أنت الشخص الذي لم تتم دعوتك
تعد القدرة على تكهن ما يشعر به الآخرون جزء مما يعرف بالذكاء العاطفي أو EQ اختصارًا
هي مهارة يتمتع بها البعض ويفتقر إليها الكثيرون
لكنها كغيرها من المهارات تتطور وتكتسب بالممارسة
لا أحد ينكر أهمية فهم الآخرين واستيعاب ما يشعرون به حيث أنك وعندما تدرك ما يمكن أن يشعر به الآخرون إزاء موقف أو حدث معين ستصبح أكثر قدرة على توجيه سلوكك وتصرفاتك لتتفاعل معهم بطريقة مناسبة
يساعدنا فهم مشاعر الآخرين على
توقع ردود أفعالهم حيال موقف معين
و يمكن أن تسهم ترجمة ردود الأفعال المختلفة على فهم المشاعر
وتوقع السبب وراءها
وكلما ارتفع مستوى الذكاء العاطفي
ازدادت القدرة على ترجمة ردود الفعل وفهمها وبالتالي التصرف مع الغير بشكل أفضل
اظهر اهتمامك بالآخرين بإسلوب يظهر أنك ترغب في فهمهم بشكل أفضل
وابتعد عن كل ما يؤذي مشاعر الغير
كن حسن الخلق
كيف تطور مهارة فهم الآخرين؟
انتبه لتعابير الأشخاص من حولك ولغة جسدهم ...
اقرأ الكتب أو شاهد الأفلام الواقعية ...
تدرب على الاستماع على الحوارات اليومية ...
لا تركز على القصة وحسب، فكر في المشاعر ...
استمع إلى قصة مهمة لأحد أصدقائك ...
اسأل الآخرين عما يحتاجونه ...
أظهر اهتمامك بالآخرين ...
كن حسن الخلق
بقلم د / ندى فنري مدربة / مستشارة..