من قاعات الإعلام… إلى ميدان التحدي

بقلم: انس الزبير - السودان
اسمي أنس الزبير. درست الإعلام وتخرجت
متخصّصاً في الصحافة والإعلام، وكانت بدايتي بين الصفحات والمقالات، أتنقل بين الأخبار والتقارير لثماني سنوات كاملة قضيت افضلها مع الرجل القامة علية رحمت الله الاستاذ ملك الاخبار سيد أحمد الخليفة بصحيفة الوطن بقسم الولايات مع الاستاذ احمد الشريف عثمان والذي كان دوما يقدم لي نصائح استفدت منها وبين زملاء اعزاء كوادر قوية في الصحيفة تعلمت منهم الكثير في مجال الصحافة مهنياً ولغوياً لاجادة التحرير وغيرة، بعدها أنتقلت للعمل في هيئة التأمين الصحي بولاية الخرطوم، حيث تدرّجت حتى وصلت إلى قسم الإعلام.
لاحقاً، قادتني رحلتي إلى المملكة العربية السعودية، وهناك خضت تجربة مختلفة بالعمل في مجال التسويق. كانت حياة جديدة، مليئة بالخطط والأهداف، إلى أن جاء اليوم الذي غيّر مسار حياتي بالكامل.
في مدينة حائل، تعرّضت لحادث سقوط من الطابق الثاني الي الأول كان ابتلاءً من الله وامتحاناً صعباً، نتج عنه شلل نصفي سفلي. وجدت نفسي أمام واقع جديد، كرسي متحرك بدل خطواتي، وحياة لم أختبرها من قبل.
لا أنكر أنني في البداية بعد عودتي للسودان شعرت بيأس واستياء شديدين، فقد كانت مرحلة صعبة؛ الانتقال من المشي بحرية إلى الاعتماد على الكرسي. لكنني تساءلت مع نفسي: لماذا لا أتأقلم؟ الإعاقة ليست في الجسد، بل في الفكر.
وجدت دعماً عظيماً من أسرتي وأصدقائي، ومن أطباء أوفياء، أبرزهم الدكتور فاروق بن الحمدان، أخصائي جراحة السلسلة الفقرية، الذي قال لي كلمات زرعت في داخلي القوة والإيمان بقدرتي على الاستمرار:
“إصابتك ليست في رأسك ولا في عقلك، وعملك لا يحتاج قوة البدن… أنت قادر على العطاء.”
أدركت أن قلمي ما زال سليماً، وأن عقلي ما زال قادراً على الإبداع. عدت إلى الصحافة، أكتب وأخطئ وأتعلم، حتى أصبحت أكتب اليوم بقوة أكبر من أي وقت مضى. هذه التجربة منحتني معرفة أعمق بحياة الأشخاص ذوي الإعاقة، فخصصت قلمي للحديث عن قضاياهم وحقوقهم ونجاحاتهم، إلى جانب موضوعات أخرى تهم المجتمع.
رسالتي للمجتمع واضحة:
الأشخاص ذوي الإعاقة قوة حقيقية، قادرون على العمل والإنجاز في جميع المجالات، وفيهم الكفاءات والكوادر المتخصصة التي تثبت أن العطاء لا تحده الإعاقة.
ورسالتي لإخواني وأخواتي من ذوي الإعاقة:
لا تسمحوا للمجتمع أن يحبسكم داخل سجن الشفقة والرحمة. أبدلوه بثقة وقوة تثبت أنكم جزء أساسي من بناء المجتمع، وأنه يحتاج إليكم كما تحتاجون إليه.
*صحفي سوداني من ذوي الإعاقة الحركية


