فضل طلب العلم وأثره في بناء الفرد والمجتمع

بقلم - ابراهيم النعمي
العلم هو النور الذي يضيء طريق الإنسان، وهو السلاح الحقيقي الذي تُبنى به الأمم، وتزدهر به الحضارات. وقد رفع الله تعالى من شأن العلم وأهله في كتابه الكريم، فقال سبحانه:
﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾
وقال عزّ وجل:
﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾.
فالعلم سبب لرفعة الإنسان في الدنيا والآخرة، وهو طريق إلى الجنة، كما قال النبي ﷺ:
«من سلَكَ طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة».
واجب الأسرة والمجتمع لا يقف عند توفير الطعام واللباس فقط، بل يتعدى ذلك إلى متابعة الأبناء في تعلمهم وانضباطهم، وغرس القيم والأخلاق في نفوسهم، وتهيئة الجو المناسب لهم لتحصيل العلم. وقد أكد النبي ﷺ على مسؤولية كل فرد في المجتمع بقوله:
«كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».
و الطلاب أن يحرصوا على الاجتهاد والانضباط، وأن يستثمروا أوقاتهم في ما ينفعهم، وألا يضيعوا فرص العلم والتعلم. فقد قال النبي ﷺ:
«احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلا تَعْجَزْ».
والمعلمون هم حملة رسالة عظيمة، ومكانتهم في الشرع كبيرة، فهم ينشرون الخير، ويغرسون القيم، ويبنون العقول. ويكفيهم شرفًا أن النبي ﷺ قال في فضلهم:
«إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر، ليصلّون على معلّم الناس الخير».
وطلب العلم ليس مجرد واجب دراسي، بل هو عبادة وطريق للنجاح في الدنيا والآخرة. وعلى الجميع أسرة وطلابًا ومعلمين أن يؤدوا أدوارهم بإخلاص، لأن بناء الأمة يبدأ من المدرسة، ومن العلم تبدأ الحضارة.


