الإحسان إلى الناس

بقلم - إبراهيم النعمي
الإحسان إلى الناس خُلقٌ رفيع وسلوك نبيل، يجسد سموّ النفس وعلوّ الهمة، فهو لغة القلوب الطيبة التي لا تعرف إلا العطاء، ولا تسعى إلا لبذل الخير ونشر السعادة.
وقد أمر الله تعالى بالإحسان في قوله الكريم:
﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]،
ليكون الإحسان منهج حياة وسلوكًا يوميًا يزين تعاملاتنا مع الآخرين.والإحسان لا يقتصر على المال والعطاء المادي، بل يمتد ليشمل كل جميل من القول والعمل؛ فهو ابتسامة صادقة، وكلمة طيبة، ونصيحة خالصة، ومواساة في حزن، ومشاركة في فرح، وسعي في قضاء حاجة.
وقد بيّن النبي ﷺ فضل الإحسان في قوله الشريف:
«من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن يسَّر على مُعسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدُّنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه»
رواه مسلم.فالإحسان صنعة الأرواح الكريمة، وسجية النفوس العظيمة، ومنهج الأتقياء الذين يبتغون وجه الله في كل قول وعمل.
وبالإحسان تُنال محبة الله، وتُفتح القلوب دون استئذان، ويعم الوئام وتنمو المحبة بين الناس.إنه زاد القلوب النقية، ورفعة في الدنيا، وذخر في الآخرة، وبه يُستدر الخير وتُدفع الشرور.
فلنُحسن ما استطعنا، فالإحسان لا يضيع عند الله، بل يُضاعَف أجره، ويورث صاحبه طمأنينة لا تزول.


