قراراتنا للتطوير أم للتغيير؟!

-

مما لا شك فيه أن الانسان يسعى دائما للتطور والتطوير في عصر يعج بكثير من المتغيرات المتسارعة والمتعاقبة
في شتى المجالات. ولعل هذه سنة كونية وهو حدوث التطور من جيل إلى جيل ومن نظام إلى آخر وفي ذات الوقت على الانسان أن يعي الفرق الجذري بين التطوير والتغيير فعملية التطوير عادة تحدث من أجل هدف التحسين والإضافة والبناء على ماسبق كأساس دون هدم الأصول والمرتكزات التي نشأ عليه فالثوابت تبقى ثوابت وإن مرّت عليها المتغيرات. أما التغيير فهو إحداث خلاف ماعليه الأصل وقد يقوم بهدمه ومحو الأساس الذي قام عليه. والفطرة السوية تسعى إلى التطوير لا التغيير من أجل البناء والاستمرار. ولذلك فإذا ما أردنا التطوير فإن له سمات وخصائص تميزة عن التغيير كما يلي:

– التطوير يهدف إلى التحسين والبناء والاضافة إلى ماسبق مما يؤدي إلى نتاج جيد وملموس بعد عملية التطوير يفيد الفرد والمجتمع.
– التطوير عملية مخطط لها بعناية ومدروسة وقائمة على منهجية واضحة بحيث تكون نتائجها واقعية وشبه متحققه دون مخاطر كبيرة.
– التطوير لا ينشأ عبث بل له مسبباته ودواعيه التي جعلت من المطورين السعي له ومحاولة تحقيقه.
– يشترك في التطوير عدة جهات وعقول ومقومات تتعاضد مع بعضها لتتكامل دون أن تنفرد برأي أو قرار غريب وصادم.
– التطوير يساعد على تسهيل الحياة والاستفادة من مجالاتها والاستمتاع بها للفئة المستفيدة.
– يصنع التطوير رضا كبير لدى كل من يستفيد منه إذا ما كان مبنياً على قواعد وأسس صحيحه.
– التطوير سمة المبدعين والمبتكرين الخارجين عن الروتين الممل وفق مباديء وقواعد منضبطة.

ولذلك عند محاولة اتخاذ منحى أو اتجاه جديد يجب على الشخص أو المسؤول أن ينظر إلى الأمر هل هو تطوير أم تغيير؟ حيث عصفت كثير من التغييرات بجوهر القرارات وتم تشريعها بحجة أنها تطوير ولكن التطوير بريء منها سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي وبالتالي فأي قرار يتم اتخاذه لفتره ثم الرجوع عنه فليس بتطوير وإنما تغيير لأن التطوير غالبا ذو أثر فعال انطلق من أسس مدروسة ومحسوبة الآثار والنتائج. وما أجمل أن نكون مطورين لا مغيرين حيث كان التطوير سمة التقدم والرقي والحضارة وفق مبادئنا الاسلامية وعاداتنا الأصلية التي حفظت المجتمع واتخذت من التطوير لها نبراساً عبر العصور والأزمان.

✒️✒️أ. د. يحيى بن مزهر الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
كاتب بصحيفة أخبار الوطن نيوز.