المرآة المشوهة

-
طالما عرفنا أن المرآة أداة تعكس الصور ويُرى من خلالها ملامح الرائي، و في المقام ذاته نعلم أن المرايا متعددة التصنيف فمنها ما يعكس الصورة ذاتها ومنها ما يكبرها أو يصغرها ولا يعكس واقعها أو بعدها وطالما رأينا عبارات التحذير “المرآة لا تعكس الأبعاد الحقيقة للواقع فاحذر”. و لكننا لم نسمع اطلاقا بالمرآة المشوِهة وهو تعبير مجازي استخدمته عزيزي القارئ ليعكس مرايا لشخصيات في المجتمع تقوم بنقل صور مشوه لاشخاص اخرين عند المسؤولين او الاصدقاء لاقصائهم او التحذير من وصولهم فتبدأ تلك المرآة بابراز الملامح السلبيةوالصفات الذميمة والتي عكستها من وجهة نظرها السطحية التي ربما تكون مشابة بالاحقاد والحسد واختلاف المواقف والكره حتى تقوم تلك المرآة المشوهة بنقل ملامح مختلفة عن الواقع ومبالغ فيها ومما يزيد الطين بلة أن مجتمعنا هو مجتمع انطباعي ياخذ بالاقوال وعكس الصورلتلك المرايا مسلما ويظن بأن مانقلته المرآة المشوهة هو واقع الشخص ومايبدو عليه بينما الحقيقة قد تكون مغايرة. فكم من مرآة مشوِهة أقصت عقولا جبارة وملامح حسنة وطيبة مما أدى إلى خسارات فادحة للشخصيات والافكار والعقول. لذلك يجب على المسؤؤل تجنب المرآةالمشوِهة وعدم النظر فيها وحكمه على الاخرين من خلالها فتعاملك المباشر مع الاخرين واعطائهم الفرصة لتقديم ماعندهم يجنبك كل ذلك ويجعلك تتخذ الحكم الصحيح تجاه الافراد بعيدا عن الصور المعكوسة والانطباعات السلبية ومانقول الا سحقا لكل المرايا المشوِهة والأحرى تجاهلها وعدم النظر فيها ولتكن أحكامنا على الافراد من خلال تعاملاتنا المباشرة ومن خلال مرايانا ومرئياتنا الخاصة بنا.
✒️✒️أ. د. يحيى بن مزهر الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
كاتب بصحيفة أخبار الوطن نيوز.
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.