كُتاب المقالات

صناعة الناس السيئين

عندما نصبح شركاء في المشكلة دون أن نشعر

بقلم: إبراهيم النعمي -

في كثيرٍ من الأحيان نلوم الآخرين على سلوكياتهم السيئة، لكننا نغفل عن دورنا الحقيقي في صناعتها.

فالشخص السيئ لا يصبح سيئًا وحده؛ بل يجد من يجلس إليه، ومن يستمع لكلماته، ومن يبتسم لحديثه، وربما يصفّق له أيضًا.

عندما نعرف طبيعة شخصٍ ما، وندرك سوء فعله، ثم نمنحه آذانًا صاغية، فإننا نرسل له رسالة خفية بأن ما يفعله مقبول. فالكاذب يزداد كذبًا حين يجد من يصدّقه، والمسيء يتجرأ حين يجد من يبرّر له أو يصمت أمامه.

إن المجتمع لا يُصنع سلوكه من فراغ، بل من تفاعلات يومية صغيرة تُشجّع أو تُقوّم.

والصمت أمام الخطأ، أو التهاون مع الكذب، أو مجاملة المسيء… كلّها أبواب نفتحها نحن، فيمرّ منها السوء ويتّسع.

ومسؤوليتنا اليوم أن نكون جزءًا من التصحيح، لا جزءًا من المشكلة.

أن نقول «لا» حين يجب أن تُقال، وألّا نمنح السلوكيات المنحرفة فرصة للنمو في ظلّ صمتنا.

ففي النهاية قد لا نكون صانعي الشر، لكن صمتنا قد يجعلنا صانعي الشرير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com