تحديات رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة
ذوي الإعاقة ليسوا مجرد مستفيدين من الرعاية، بل أفراد قادرون على المشاركة الفاعلة في المجتمع، والعديد منهم ناجحون في مجالات مختلفة. ومع ذلك، يواجهون تحديات نفسية واجتماعية داخل الأسرة، تتجلى أحياناً في التعامل بالغضب أو رفع الصوت. الاحترام والدعم الأسري والمجتمعي أساس لتعزيز الثقة بالنفس وغرس الأمل وتمكينهم من تحدي إعاقتهم والمساهمة بفاعلية.
الاحترام هو أساس الرعاية السليمة لذوي الإعاقة داخل الأسرة، سواء كانت الإعاقة نتيجة حادث أو علاج خاطئ، أو خلقاً منذ الولادة.
فجميع هذه الإعاقات تؤثر على القلب والنفس، وتترك أثراً يحتاج إلى اهتمام، دعم، وتعزيز ثقة الذات.
تشير الدراسات إلى أن رفع الصوت أو التعامل بغضب أثناء تقديم الرعاية يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً على الشخص ذي الإعاقة، ويؤثر على شعوره بالأمان والكرامة. كما أن استدعاء الأخطاء الماضية في كل نقاش يزيد التوتر ويعيق التواصل الصحي.
الضغط الأسري لا يبرر سوء المعاملة. يجب أن تتضمن الرعاية المنزلية هدوءاً، احتراماً، وتواصلاً واضحاً.
ومن هنا يظهر الدور الأساسي للأسرة والمجتمع في فتح الأبواب، تحفيز ذوي الإعاقة، وزراعة الثقة بالنفس، ما يمكنهم من تحويل التحديات إلى فرص وتحقيق النجاح في مختلف المجالات.
علاوة على ذلك، يجب أن تضطلع المجالس، الاتحادات، والأجسام الناشطة في مجال الإعاقة بدور محوري في نشر الوعي، تعريف ذوي الإعاقة بحقوقهم، وتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الصحة، التعليم، والتوظيف. هذه الجهود تكمل دور الأسرة والمجتمع في تمكين الأفراد وتحويلهم إلى عناصر فاعلة تسهم في التنمية المجتمعية.
ومن المهم أن يُنظر إلى ذوي الإعاقة ليس كأشخاص بحاجة إلى الشفقة، بل كأفراد ذوي إرادة وقدرة على المشاركة الفاعلة في المجتمع. الاحترام والتمكين يوفران لهم الفرصة ليكونوا قوة منتجة، ويحولان بيئة الأسرة والمجتمع إلى مساحة داعمة، بدلاً من مساحة ضعف وعجز.
في النهاية، يحتاج ذوو الإعاقة قبل أي مساعدة جسدية إلى كلمة طيبة، وثقة في قدراتهم، وبيئة آمنة تحافظ على كرامتهم وتفتح أمامهم أبواب المشاركة والإبداع.
الاحترام والدعم واجبات و مسؤولية أساسية لضمان حياة كريمة ومثمرة لكل فرد من هذه الفئة، وتمكينهم من تقديم إسهامات حقيقية للمجتمع.

