أكد الدكتور يوسف الغضية، مدرس اللغة العربية بمركز الملك فهد الثقافي بسراييفو سابقًا، أن الجهود التي تقدمها السعودية بقيادتها الرشيدة تجاه شعب البوسنة متوَّجة بالعطاءات، مشيرًا إلى أن الملك فهد بن عبدالعزيز – طيب الله ثراه – أسهم في بقاء الوجود الإسلامي في البوسنة بعد الحرب، وبنى قرى بأكملها، ستظل شاهدة له عبر التاريخ.
وفي التفاصيل، قال “الغضية” في تصريح خاص إلى ـ”سبق”: إن السعودية لم تقتصر مساعدتها للشعب البوسني على الغذاء والدواء، بل أسهمت بشكل كبير في تخفيف المعاناة التي شكلتها الحرب بإعادة الإعمار للمباني والمدارس والمساجد والمستشفيات.. داعيًا الكتّاب والإعلاميين إلى أن يزوروا البوسنة، ويشاهدوا حجم المشاريع السعودية التي من أبرزها مركز وجامع الملك فهد بوسط العاصمة سراييفو، الذي خرَّج أكثر من 83 ألف طالب وطالبة، وكان سببًا في توظيفهم، وإيجاد مصدر رزق لهم.
وعن تعليم اللغة العربية أوضح “الغضية” أن “السعودية من خلال مؤسساتها التعليمية حرصت على تعليم الشعب البوسني اللغة العربية، وكنتُ أنا من أوائل مدرسي اللغة العربية الموفدين في مركز الملك فهد الثقافي بسراييفو”. منوهًا بحرص الشعب البوسني على تعلُّم اللغة العربية التي هي المدخل لتعلُّم باقي العلوم الإسلامية؛ إذ كان المركز يكتظ بالطلاب والطالبات في دورات اللغة العربية.
وأضاف: أتذكر أن مركز الملك فهد أقام دورات في قرى بعيدة، وكان الأهالي يستقبلون المدرس السعودي بالترحاب، ويحرصون على أخذ اللغة من مصدرها. كما استفدنا من خريجي الجامعات السعودية من طلاب المنح الدراسية الذين كانوا يترجمون لنا، ويساعدوننا في تعليم الطلاب، وتخريج أعداد كبيرة في ذلك الوقت.
وعن طبيعة شعب البوسنة نوه الغضية بالحفاوة البالغة التي يجدها السعوديون خلال وجودهم بالبوسنة، التي ترجع للعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين، وتقدير المواقف التاريخية للمملكة مع البوسنة والهرسك.
وتحدث الدكتور “الغضية” عن الاستثمار والسياحة لافتًا إلى وجود تسهيلات وترحيب بالسائح والمستثمر السعودي، ومتوقعًا أن تشهد الأيام القادمة – بإذن الله – انفتاحًا وتعاونًا كبيرًا من الحكومة في تسهيل دخول السعوديين بلا تأشيرة، وتملُّك العقار. مرجعًا ذلك للانطباع المتميز من الحكومة البوسنية عن السائح والمستثمر السعودي الذي يمثل قوة اقتصادية للبلد.