إستطاع النظام التركي الحالي من التغلغل داخل النسيج العربي بل إنه إستطاع ان يطعن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي من خلال السيطرة الفكرية والعسكرية على قطر بالرغم من صغر حجمها إلا ان الموقع الحساس لقطر يشكل خطر كبير على امن وإستقرار الخليج العربي
لذلك نرى الان القواعد التركية المهددة لأمن المنطقة متواجدة في قطر
والسيطرة على محطات الفتنة الإعلامية التي تضخ السموم في عقلية المواطن العربي ومحاولة ادلجة العقول العربية من اجل إيهامها بجدوى الثورات وهي في الحقيقة تفكيك لتلك الشعوب وتدمير لدول المنطقة من اجل تسهيل مهمة رجب طيب اردوغان لنهب الثروات وإحتلال البلدان كما يحصل الان في ليبيا واجزاء من سوريا واجزاء من العراق
تسعى الدولة العثمانية الجديدة كما يدعون السذّج الحالمين لإحتلال جديد للدول العربية من خلال الادلجة ونشر فكر الإسلام السياسي الذي دأبت عليه الدولة العثمانية سابقًا ومحاولة تطبيقها حاليًّا،
إشتدت الحرب الان بين النظام التركي واعوانه الخونة المتواجدين داخل محيطنا العربي و بين الحكومات العربية و المواطنين القوميين الشرفاء
علمنا من خلال كتب التاريخ المتواجدة بين ايدينا كيف استباحت الدولة العثمانية دماء المسلمين في كل مكان بل إنها فتكت بالمسلمين ونهبت كل ما يمكن نهبه
ولن استطيع ان احصر لكم تلك الجرائم فقط سأذكركم بالمقتنيات الإسلامية التي نهبها العثمانيون من حُجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن الكعبة المشرفة
والان موجودة بين ايديهم في تركيا وعرضها في المتاحف التركية للسواح
تجد في المتحف التركي للفنون التركية والإسلامية الكثير من المقدرات والمقتنيات التي كانت موجودة في السعودية ولكن للأسف تم نهبها من الدولة العثمانية
طبيعي جدًا تجد إحدى السافرات في احد المتاحف تعرض للسواح شعرة في يدها وتقول انها شعرة من شعر الرسول وهي تلبس شورت قصير
هل هؤلاء يمثلون الدين؟ النهب والمتاجرة بالمقدرات الإسلامية بهذا الشكل الرخيص؟
حدثني احد الاساتذة السوريين يومًا من الايام وذكر لي بالنص " تركيا لا يوجد لديها مطبخ جميع المأكولات التي يتم الان الترويج لها بأنها مأكولات تركية كلها مسروقة من المطبخ السوري "
سرقوا ونهبوا كل ما يمكن سرقته سرقوا تراثنا وحضارتنا ومُقدراتنا
ما الواجب علينا الان فعله لنجابه هذا السُعار السياسي والسطو الفكري؟
قد يقول قائل من المفترض ان تقوم حكوماتنا بالمقاطعة الرسمية مع هذا النظام البائس كما حدث مع ايران وقطر
دعوني اوضح لكم فكرة وسياسة الحكومة السعودية بشكل خاص،
الصبر والحِلم ومنح الفرص تلوَ الفرص لتلك الأنظمة المستبدة حتى تعدل من سياساتها ولنا في قطر اسوةٌ حسنة
من عام 1996 مارست قطر خياناتها ضد السعودية وضد دول محورية في المنطقة لتفكيكها من الداخل
وكانت الأمور شبه مكشوفة للحكومة السعودية فلن تبادر المملكة للمقاطعة وصبرت عشرون عام حتى توسعت المؤامرات القطرية وتمددت داخل الاوطان الخليجية والعربية فقررت السعودية قطع دابر الفتنة وتعرية النظام القطري الداعم للإرهاب من خلال مقاطعتهم و محاولة كف ايديهم عن الإمتداد العبثي
والان لن تغير السعودية سياستها مع تركيا بل ستعطيها هامشًا للعدول عن استبدادها العبثي
ولكن الذي يجب عليه تغيير سياسته هم نحن
نعم نحن الشعوب الشريفة والقادرة على تغيير المعادلة
الامر بسيط جدا والبديل متوفر
مقاطعة جميع المنتجات التركية المتواجدة في اسواقنا
وكلنا نعلم ان هذا السلاح الناعم يُدمر الإقتصادات بشكل ملموس
هل تعلم ان الليرة التركية الان اصبحت تعادل 48 هللة؟
اصيبت الليرة التركية في مقتل ومن الواجب علينا الان زيادة الضغط عليها حتى تنهار بشكل سريع
تلك الليرة التركية وبدعم من الغاز القطري هي التي تحاول تدمير بلداننا وتفكيك شعوبنا خدمة للمصالح العثمانية
مقاطعة السياحة التركية
نشرت احدى الصحف التركية في عام 2018 ان دخل الإقتصاد التركي من السياحة السعودية تحديدًا تجاوزت 60 مليار دولار!
رقم خيالي يستطيع بناء دول وتدمير دول
انا اعتقد جازمًا ان المواطن السعودي الذي يقبض راتبه من الحكومة السعودية حفظها الله وينفقه في تركيا بوجهة نظري البسيطة يعتبر خائن للأمانة ومِعول هدم لوطنه
تذكر انك مستهدف من هذا النظام في امنك وامانك وعزك ورخاءك وبيتك واهلك
والله إنهم لا يريدون بنا خيرا ويسعون لجعل هذا الوطن عبارة عن قبائل متناحرة وجهل وظلام حتى يسهل التغلغل داخله كما فعلوا سابقًا
ولكن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين
اصبحنا الان اقوى وثقافتنا اعلى وفهمنا اشمل
من الواجب علينا الان المبادرة الذاتية لمقاطعة كل شيء يختص بتركيا
سواء كانت منتجات او سياحة او ثقافة او فنون
سنكون خط الدفاع الاول وخط الهجوم الاول
كلنا نستطيع ان نقاطعهم وندعم حكومتنا
وفي الختام اقتبس ما قاله سمو سيدي ولي العهد الامير محمد بن سلمان:
"همة الشعب السعودي تشبه جبال طويق وحينما قال انا اعيش بين شعب جبار وعظيم "
بقلم فيصل السفياني