عميد كلية العلوم والآداب بمحافظة ظهران الجنوب ونائب
المشرف على وحدة التوعية الفكرية جامعة الملك خالد.
في ظل المستجدات العالمية المتسارعة والتي تعصف بنا اليوم بين الفينة والأخرى
تزداد الحاجة إلى صناعة جيل واعي يمتلك العديد من الأدوات والمهارات للتعامل مع
تحدياتها، والعمل على صناعة الفرص في جوف الصعوبات، وتحويل المحن إلى منح
مبهرة بغية تحقيق نمو ذاتی ومجتمع. ولذا شرعت كثير من دول العالم اليوم في
إعادة النظر في منظومتها التعلمية والتعليمية والتدريبية لتقييم مدى انسجامها مع
متطلبات الحياة وتحدياتها. ومن هنا كانت هذه الوقفات السريعة
1 صناعة الوعي الفكري مفهوم يتجاوز تصحيح المفاهيم الفكرية المغلوطة وما
يتعلق بها تأثير سلبي على السلوك لتشمل العناية بكافة عناصر الوعي وأولها الوعي
الشرعي وفقه نصوص الشريعة وفق مراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم
والوعي الوطني بمقدرات الدولة وإمكانياتها وأنظمتها ، والوعي الرقمي والتعامل مع
المستحدثات التقنية، والوعي المالي وما يتعلق من إدارة المصروفات والادخار
الشخصي، والوعي الذاتي وما يتعلق به من اكتشاف الذات والتعرف على جوهرها وسبر
أغوارها فضي أعماقها أسرار عظام وكنوز باهظة الأثمان.
۲- صياغة منظومة وطنية تتكامل من خلالها الجهود الحكومية والأهلية للعناية
بالمكون البشري والاستفادة من التجارب الدولية الناجحة لا سيما في ظل تاكيد
الرؤية الوطنية على العمل المشترك وإذابة الحواجز الوهمية وفق ذهنية إدارية
خلاقة
٢- العناية بتنمية مهارات التحليل والنقد وقراءة خفايا وبواطن النصوص لا الوقوف
عند عتبات ظواهرها، فالنقد والتحليل بوابة التعلم الإيجابي ذا النفع والأثر وبه
تتمايز الأنظمة التعليمية إيجابا وسلبا، ولذا فعلى المربون والمعلمون العناية بجيل
اليوم ورجال الغد من خلال اكتشاف قدراتهم وتوجيهها نحو عالم الإبداع والصناعة
والإنتاج ولنا في تراث سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى عبرة وعظة في ذلك.
وأخيرا توفير البيئة المحفزة للتعلم والتعليم والتدريب والثرية بمكوناتها ومعطياتها
والتي تتيح للفرد التعامل مع المتغيرات كما هي وبتوجيه ومتابعة من المربي والمربية
لمعرفة الشر لا الشرذاته ولكن لاجتنابه والابتعاد عنه ا