وسط أجواء تفاؤلية وفرح في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي بعودة الوئام والمحبة والتواصل والمودة بين ابناء الاسرة الواحدة والبيت الخليجي الواحد ورأب الصدع في الجسد الخليجي وفتح القلوب والأيادي.
قمة العلا علت بالشأن الخليجي الذي هو بالأساس ذو شأن عالي وهمة عظيمة بفضل الله عز وجل ثم بفضل قادتنا حكام خليجنا العربي ذوي الرؤى السديدة والحكمة.
نعلم انه لا يدوم كدر ولا توجد خصومة أبدية ولا توافق أو انسجام مدى الحياة،
ومعلوم ان الخلاف احيانا يحصل بين شقيقين ولكن مجرد وقت وتنتهي خلافات الاشقاء بقدرة الله،
نحن فخورين بوطننا وقيادتنا وفرحين بعودة الوئام ولم الشمل.
نعلم ويعلم الجميع ان حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله تمثل ثقلاً إقليمياً ودوليا كبيرا تقوم بممارسة أدوار كبيرة اقليميا ودوليا في نهج معتدل متواز يهتم بالمصالح المهمة المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الشقيقة، وهذه القمة المباركة ( قمة لمّ الشمل ) اتت في وقت عصيب استثنائي ومنعطف تحيطه التحديات ليس على مستوى إقليمي فحسب بل على مستوى العالم بأسره،
وقمة لم الشمل ( قمة قابوس وصباح ) قمة وصفها صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله بقوله : قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية قمة جامعة للكلمة موحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار وستترجم من خلالها تطلعات خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول المجلس في لم الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا،
ونعلم ان العلاقات بين الدول تهتم بالمصالح المشتركة فقط إلا ان ما يميز دول مجلس التعاون الخليجي أسمى وأعمق من المصالح السياسية والاقتصادية فالقواسم المشتركة والروابط بين الأشقاء في خليجنا العربي كثيرة ومنها الدين والعروبة والدم والرحم والنسب.
هناك من هم في دهشة او غير مصدقين انتهاء هذا الخلاف وعودة الامور الى طبيعتها خلال ساعات ، ليعلم أولائك ان ما حصل هو خلاف سياسي خالص وليس خلافا عقائدياً مثلا لذلك لا يوجد اي مبرر لتصوير المصالحة على أنها تراجع أو نقص في اتخاذ القرارات، ولا ان المصالحة تعني أن المقاطعة كانت خاطئة، لا ولكن لان الامر بكل بساطة كان خلافا سياسيا وانتهى الخلاف السياسي بنهاية او قرب نهاية مسبباته،
وخليجنا العربي تكتل قوي ومؤثر اقليميا ودوليا ونحن بحاجة الى مجلس تعاون خليجي موحد وقوي لمواجهة اي تهديد فهناك اخطار محدقة فالمنطقة على فوهة براكين، وقوة الخليج في وحدته.
الحمدلله على نجاح القمة الخليجية التي عقدت في محافظة العلا التاريخية والتي تحمل الكثير من الدلالات العميقة الضاربة في التاريخ.
بقلم
أ. عبدالله الحكمي