تخوف الجمع بين الحصول على جرعة كوفيد أو الهروب منها، وأخيرا قرر السواد الأعظم أن يحمي نفسه وحجز وحدد الوقت والتاريخ في أحدى مواقع الصحة وصعد سيارته والعزيمة مع القلق تعتري نفسه، فماذا وجد منذ وصوله البوابة حتى خرج عائدا لمنزله.
وكما قال الشاعر ( كأنك تعطيه الذي أنت طالبته) فجاء الجمع يطلب حصنا وتحصينا بلقاح كوفيد ١٩ فكانت البوابة الرئيسية الأولى من حراسة الأمن الصناعي في إستقبال لفظي بديع، وتوالت الخطوات حتى مدخل البوابة الرئيسية حيث يتم السؤال عن الحجز والهوية وتوجيهك لمكان التطعيم، فماذا وجدنا حتى وصلت أقدامنا لغرف مجزئة نظيفة مرتبة.
أول لقاء من الموظفة كان صوتها يهلل بالترحيب فتظن انها الوحيدة بهذا اللطف وأدب اللقاء الوظيفي بين من سوف تقابل، ولكن نفس الترحيب كان موحدا للجميع فردا فردا من موظفة التسجيل وما يلي من خطوات، فتشعر أن القلق الذي انتباهك قد اختفى، ولكن ماذا بعد!!!
تسير في ممر طويل نظيف بل تسير في ممر وكأنك في أرقى فنادق العالم شكلا وترتيبا وتستغرب من بعيد لماذا يقف على جوانب هذا الممر عدد من الموظفات والموظفين، وتتبدد خطواتك عندما تقترب من هذه الفئات الملائكية البشرية، وتشعر وتسمع أن الإستقبال أميري وأنت تسير في هذا الممر، تسمع أصواتا مختلفة ولكن الترحيب كأنه نشيد وطني محفوظ، ترحيب صادق من الأعماق يصل إلى عمق إحساسك الداخلي بشعور حقيق واقعي يخرج من صدور هؤلاء الملائكة البشرية بطيبة نفس وثقة وثبات وليس أداء وظيفي تقليدي ، هناك في ممر مركز الصحة جوار مستشفى الملك فهد بالمدينة تشعر كيف تم إعداد الإستقبال الأميري لكل القادمين بهذا المركز، ويجبرك الموقف بالسؤال كيف ومتى واين ومنْ جهز هذه الكوادر التي أعطت هذا العطاء والقادم هو الطالب؟؟ ولكن الإجابة تصلك أن هذه الكوادر نفسها لديها الإستعداد والثقافة الفكرية، وتنتهي الإجابة أن لا يقوم بهذا العطاء غير المتصالحين من أنفسهم حقيقة.
وتصل لموقع الحقنة وهنا بيت القصيد، فلن تجد ممرضة بإستقبالك بل كلهم أطباء سعوديين بأنفسهم يعملون، وتخالجك الإبتسامة وأنت تمد زراعك بعد أسئلة خفيفة لينتهي الأمر بروعة ولكن ليس بعد فهناك من ينتظرك ليوجهك للجلوس نصف ساعة من أجل الإطمئنان بعد أن سجلوا كل معلوماتك.
وتغادر المركز الصحي من ممر آخر بنفس الحفاوة والوداع الأميري الراقي من الكوادر التي تزيدك فخرا وإعتزازا، تغادر المركز الصحي وكأنك تغادر فندقا عالميا عرف كيف يتعامل من ضيوفه، وقبل أن تتحرك من الموقع تخاطب نفسك أن هذا الإستقبال بكلمات الترحيب المحددة في لفظها ورقة معانيها وروعتها ولطفها هي خاصة ومحددة في طيبة الطيبة عشناها مع الأمهات والقريبات والسيدات ، فمن تلك الشخصية الصحية التي استطاعت أن تعيد روعة الترحيب ، ولكن الأهم كيف تجسدت من هذه الكوادر الرائعة الجميلة ، وتبقى المدينة وبناتها وسيداتها وشبابها هم الأروع بين المدن، شكرا أولا لهذه الكوادر تصاعديا، وشكرا لمدير عام الشئون الصحية وشكرا لوزير الصحة ونقول له كن فخورا معنا بهذه الكوادر وما لمسنا من روعة عسى تكون في كل موقع من مواقع الصحة بالمدينة المنورة
بقلم
أ. طلال عبد المحسن النزهة