لا حديث يعلو في هذا الوقت على حادثة السفينة الجانحة في قناة السويس
التقارير من كل حدب وصوب والأنباء تتواتر على شاشات التلفاز والسوشل ميديا يعج بالنقاشات عن تلك الحادثة وفي الطرف الآخر وجد تجار الفتنة ورواد فكر المؤامرات بالتحليل ومحاولة إيجاد خيط رفيع يوصلهم لفكرة شيطانية يهاجمون بها هدفهم الدائم
ومن خلف ذلك الموج المتلاطم بمده وجزره وجد المنتقدون مادة دسمة للهجوم المبرر بوجهة نظرهم على القيادة المصرية ستة ايام من العمل الشاق لفرق الإنقاذ التي تسعى بشكل دائم لتعويم ذلك المارد الضخم الذي اغلق القناة واصابها بالشلل التام التحقيقات الأولية اثبتت ان القبطان لم يستطيع التعامل مع موجة الهواء القوية التي اصابت المكان مما جعله يفقد السيطرة على السفينة وقذفت بها الرياح لخارج القناة او بمعنى اصح قذفت الرياح بمقدمة السفينة لخارج القناة واصبحت السفينة سد منيع يحجب المرور لجميع السفن التي تريد المرور بالقناة.
بصراحة انا سوف اتناول الموضوع من جهة اخرى بعيدة كل البعد عن الأرقام والطريقة الأفضل لحل هذه المشكلة وكم حمولة السفينة وطولها وعرضها سوف اتجه بفكري البسيط لنقطة ايجابية كشفها لنا هذا القبطان الغشيم
وانا اسمع الخسائر التي تسببت بها هذه الحادثة وجميع دول العالم تتوجه بانظارها لقناة السويس تيقنت من شيء كنا نسمعه في السابق ولا نتوقف عنده مصر العظيمة ارض مصر وشعب مصر والعقول العبقرية لدى هذا الشعب
كيف استطاع المصريين بالرغم من المعاناة التي كابدوها طوال التاريخ ان يبنوا مصر بكفاحهم ونظالهم.
رسالة حب وصدق من قلب رجل سعودي بسيط
كم نحن فخورين بكم
هل تعلم ان تلك القناة حفرت بأيدي مصرية بالكامل ؟
مليون مصري شارك في تلك الثورة العبقرية التي ربطت بين البحر الأحمر والبحر المتوسط
والتاريخ يسجل اكثر من ٦٠ الف شهيد ضحوا بارواحهم في سبيل حفر تلك القناة لمدة عشر سنوات وتلك الأيادي العاملة والعقول المفكرة تعاني من حر الصحراء وصعوبة الأجواء والفقر التام بمعدات بسيطة ولكن بقلوب مؤمنة بتنفيذ تلك الفكرة وبناء دولة عظيمة نجح المصريون بإفتتاح قناة السويس عام١٨٦٩ في حفل ضخم توجه الشعب المصري بعبور اول سفينة من تلك القناة لم تكون تلك القناة إلا شريان يربط بين ثلاث قارات ولكنه حل مشكلة كانت تعاني منها جميع دول العالم.
وانا اشاهد اليوم الشلل التام الذي اصاب جل التجارة العالمية تأكدت ان مصر وشعبها من اعظم البلدان والشعوب التي ساهمت ببناء العالم ولا غرابة في ذلك اذا علمنا ان حضارتهم ضاربة في اعماق التاريخ هذا الحادث شهادة دولية للعقل المصري وإقرار من المنتقدين قبل المتعاطفين بفخامة هذه الدولة وعظم شأنها يوم بعد يوم يزداد يقيننا بأن مصر هي العمق الأساسي للمنظومة العربية والإسلامية
ورفعتها تجعلنا جميعًا في عز وشموخ
ازمة وبتعدي وبعدها سيعود كل شيء لمكانه ولكن بيقين كامل من العالم بأسره ان عالمنا مرتبط بمصر
بقلم فيصل السفياني