في البداية دعونا نتفق ان اعمار البشر في هذا الزمن اصبحت قصيرة
وهذا الأمر راجع لطبيعة طعامنا وشرابنا وعاداتنا التي اصبحت في غالبيتها سيئة
التدخين بأنواعه والسهر وخصامنا مع الرياضة
يفترض وسط هذه الثورة العلمية ان يعي الإنسان المخاطر التي تتسبب بها تلك العادات السيئة على صحته
ولكن على ذات النسق التصاعدي للعلم والإكتشافات الطبية يوجد خط متوازي يسهل الوقوع بتلك المخاطر وبهرجة العادات السيئة ومن ثم تحويلها لقالب مغري وممتع لا يستطيع ان يتجاهله الشخص او يتجنبه إلا من يملك إرادة وعزيمة تنحني لها الجبال
ولكن حتى لا نبتعد كثير عن صلب الموضوع او هدف المقال
دعوني اوضح لكم نقطة مهمة يجب فهمها وإستيعابها جيدًا
حديثي سوف يكون وفق لدراسات أجريت على عينات من البشر في مناطق مختلفة من العالم وضمن طبقات إقتصادية متعددة
اين يذهب عمر الإنسان وفيما يقضيه؟
سؤال عريض يحتاج لمجلدات حتى نستطيع تفنيده ولكن ربما تجد ما تبحث عنه في هذا المقال البسيط
النوم
متوسط ساعات نوم الإنسان الطبيعي في اليوم ٨ ساعات
بمعنى ان ثلث يومه يذهب في النوم
٥٦ ساعة اسبوعيًا يقضيها الإنسان غائبًا عن الوعي
١٠ ايام تذهب من شهرك وانت نائم
٤شهور تخصم من عامك من اجل نومك
وبذلك لو افترضنا ان عمر الإنسان المتوسط ٦٠ عام
فمن الطبيعي حسب الأرقام سوف ينام الإنسان ٢٠ عام منها
الأكل والشراب
اثبتت الدراسات ان ساعة يقضيها الإنسان في يومه تحتوي على طعامه وشرابه
ولو افترضنا ان الإنسان سوف يعيش ٦٠ عام فهذا يعني ان يقضي عامين ونصف من حياته وهو يأكل ويشرب
الدراسة
متوسط دراسة الانسان ١٦ عام في كل عام منها يدرس ٨ شهور بمعدل ١٠٠ ساعة في الشهر وبذلك يقضي الإنسان ٣٢ يوم في كل عام بدراسته
عام ونصف يقضيها من حياته في الدراسة
العمل
متوسط عمل الإنسان ٨ ساعات يوميًا بإستثناء الإجازات التي تقدر شهريا ٨ ايام
يعمل فيها الإنسان كمتوسط لمدة ٨ ساعات اي ما يعادل اسبوعيًا ٤٠ ساعة
و ١٦٠ ساعة شهريًا
و ١٦٠٠ ساعة سنويًا إذا افترضنا ان هناك شهرين تذهب في الإجازات السنوية
ومعدل سنوات عمل ٣٠ عام للشخص الطبيعي وبذلك يقضي الانسان قرابة ٨ سنوات من عمره وهو يعمل ويكدح
التسوق
نصف ساعة يقضيها الإنسان يوميًا في مراكز التسوق
١٤ ساعة في الشهر
١٦٨ ساعة في كل عام
بمعدل يقارب من ٨ ايام في كل عام
اي بمعنى عام ونصف يقضيها الإنسان تقريبًا في التسوق
الصلاة "للمسلمين"
يقضي الإنسان المسلم تقريبًا ساعة من يومه في الصلاة والعبادة
بمعدل ٣٠ ساعة في الشهر اي ما يعادل يوم وربع اليوم
اي ما يعادل ١٥ يوم في العام
لو افترضنا ان الإنسان عاش ٦٠ عام ٥٠ عام منها يكون مكلف بالصلاة
سيكون مجموع ساعات صلاته وعبادته ٧٥٠ يوم اي ما يعادل عامين تقريباً
القراءة والثقافة
متوسط الإطلاع حسب الدراسات ٦ ساعات في كل أسبوع
خصوصًا بعد ثورة الأجهزة المحمولة التي تتيح لك وقت اطول وطريقة اسهل للقراءة والثقافة
بمعنى ان يقضي الإنسان يوم في كل شهر من القراءة
١٢ يوم في كل عام ١٢٠ يوم في كل عشر سنوات
عامين يقضيها الإنسان خلال حياته في القراءة والإطلاع
وباقي السنوات تذهب في تفاصيل مختلفة من شخص لشخص
مثل البطالة التي تشغل اوقات متفاوتة بين البشر
مثل الرعاية الصحية او المعاناة الصحية
مثل الإنتظار والتعثر في عقبات الحياة والفشل وإعادة المحاولة وتكرار المحاولات
بذلك ينتهي عمر الإنسان وينقضي دون ان يشعر به
فجأة يجد نفسه في منتصف عمره وما ان يستوعب تلك الفكرة
إلا وقد وجد نفسه على اعتاب الستين عام
اخيرًا لا تتحسر على تلك التفاصيل التي عشتها
لأنها ضروريات يجب ان يعيشها الإنسان ويتعايش معها
تذكر ان ما ذهب من عمرك لن يعود
وما هو قادم لا تستطيع ان تضمنه
فقط يومك هو الشيء الوحيد الملموس
والحقيقة التامة التي تستطيع التحكم بها
بقلم | فيصل السفياني