في هذه الأيام وقبل حلول شهر رمضان المبارك تنتعش تجارة الغذاء بكافة أصنافه وأنواعه وتشهد الأسواق حراكا ملحوظا وإن كان سوق الغذاء في حركة دائبة ، وحين تتأمل صلب هذه التجارة والصناعة وأساس قوامها تجده عند ذلك المزارع الذي يقوم بهذا الشرف و على هذه المهنة العظيمة التي يرتبط انتاجها بحياة الناس.
ولأنها مهنة تتعلق بحياة الناس وسر بقائهم ، عدت من أهم المهن على الإطلاق عبر التاريخ وقامت عليها دول وصراعات دولية للاستحواذ على الأراضي الخصبة ، وفي وقتنا الحاضر تأسست شركات عابرة للقارات أخذت الغذاء وصناعته تجارة تجوب بها الآفاق . وتوجه إليها كبار المستثمرين ورجال الأعمال في العالم ففي خبر نشرته العربية نت عن مؤسس مايكروسوفت رجل الأعمال العالمي بيل غيتس الذي تحول من صناعة البرمجيات ليسعي للاستحواذ على 242 الف فدان من الأراضي الزراعية في أمريكا وأفريقيا ربما للاستحواذ على حصة في سوق الغذاء العالمي .
هذا السوق الذي بلغت الإيرادات الإجمالية فيه لأكبر عشر شركات في صناعة الغذاء على مستوى العالم بحسب موقع أرقام 450مليارا تصدرتها شركة نستله السويسرية بمبيعات بلغت 93.27مليار دولار في 2018 بينما حققت الشركة البرازيلية المصنعة للحوم جيه بي أس مبيعات بلغت 49.78 مليار دولار بحسب الموقع نفسه .
هذه المهنة التي تعتمد عليها صناعة الغذاء مهنة مباركة خاصة إذا توفرت الرعاية والدعم اللازم لهذه المهنة وبحسب خبراء فإن قطاع الأغذية والمشروبات الذي يعتمد اعتمادا رئيسيا على مهنة الزراعة قد يحقق فائض نمو عالمي في 2022يقارب من 140مليار دولار أضف إلى ما يوفره القطاع الزراعي من وظائف في مجالاته المختلفة .
أهمية الزراعة ليست وليدة اليوم فقد أولتها الأمم والدول الرعاية القصوى نظرا لأهميتها الاستراتيجية في حياة الناس ، واستغرب ممن يقللون من شأن أهمية الزراعة ودور المزارعين الاقتصادي الحيوي وخاصة أولئك المتأثرين بالصورة النمطية للمزارع العربي في الأفلام العربية التي لعبت دورا سلبيا في تشوية صورة المزارع العربي ، ولذا أقول لكل من ينظر للزراعة أو المزارعين بشكل لا يليق بمقامهم الكريم ، تأمل في كل مرة وأنت تجلس لتناول الطعام و انظر لهذا الطعام الذي بين يديك أنه ثمرة عمل المزارعين ونتاج لهذه المهنة المباركة .