عندما يَفقد مجتمعٌ ما المؤهلين عقلياً ونفسياً واجتماعياً يتفسخ من سُلَّم المُثل والقيم الإنسانية كالصِدق والأمانة والأخذ على يد السفيه وردع الصائل وخلافه؛ ليصبح مُغلباً للمصالح الذاتية والآناة، سطحي التفكر متبلد الإحساس وغالباً ما يتعرض مثل هذا المجتمع الفاقد للأهلية للقرصنة في دينه وماله وعرضه وعقله من الذئاب المتربصة فتأخذه على حين غرة ولعل أقل خسائره الماديات، وأما أجلها فداحة هي حينما يسوقهم إلى غايته ويجعلهم جسراً يعبر عليه؛ لتنفيذ نزعاته الشيطانية أو تبريرها وعندها قل للذل عاش الكل تورط في حبائله بطريقة أو أخرى وعبثًا تحاول التصدي أو الردع فسينبري لك مجتمعه الذي قولبه وأدلجه يتفدونه بكل الوسائل التي لا تقل شيطنةً وصفاقة؛ لثنيك بإظهارهم الغيرة تاره وتهديدك بالإغارة تارة أخرى وغير ذلك من التعتيم والتعيِم؛ لتشويه الحقائق ولأنهم يعلمون أن سقوطه سيكون مدويًا على رؤوسهم.
ولكن لا غرابه في مجتمعٍ يُمدح بالذئب ويشتم بالكلب مع أن الفرق واضح الأول يقتلهم ويَفترس أنعامهم والثاني على النقيض تماماً ليت شعري هذه والله ثالثة الاثافي لم تحصل حتى في زمن الجاهلية أقول والحال كما أسلفت إننا في أمسِّ الحاجة لحلف فضول معاصر مثل حلف المطيبين في الجاهلية الذين تعاهدوا على نصرة المظلوم وردع الصائل وأيدهم عليه الرسول صل الله عليه وسلم وقال لو دعيت لمثله لأجبت. والسلام.
بقلم : حسن خضر
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محمد
2021-04-15 في 1:15 ص[3] رابط التعليق
كلام عاقل لعقلاء و أصبت عين الحقيقة أخي أبا مجاهد . مقال رائع و حكمة موفقة وفقك الله .
غير معروف
2021-04-15 في 1:54 ص[3] رابط التعليق
ما شاء الله تبارك الله مقال رائع وفي الصميم نتمنى لك التوفيق ونبارك للمجله انطمامك لها ونتعشم المزيد من الحكم.
خالد بن عبدالرزاق آل كمال
2021-04-15 في 2:11 ص[3] رابط التعليق
مفهوم الحضارة أو المدنية قد تمحور في الفكر الإسلامي حول قيم العقيدة الإسلامية، والتي مثلت الشرعة والمنهاج للممارسة الإسلامية على العكس من النموذج الغربي الذي اشتق مفرداته من تطوره التاريخي وواقعه المعاشي.
بنيت حضارتنا “العربية الاسلامية” على يد من تخرجوا من مدرسة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم,
تلك المدرسة اسست:
العقيدة
و الهوية
و الشخصية
وبها استطاعوا حكم العالم و تاسيس اصول العلوم والحضارة.
وغاب عن المجتمعات في العالم علم الاجتماع.
شكرا استاذ حسن في ايضاح اهمية القيم و الحث على زرعها و رعايتها.
تركي السليم
2021-04-15 في 2:23 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع ابا مجاهد ، وننتظر المزيد منك .
عبد القادر
2021-05-09 في 12:06 ص[3] رابط التعليق
وضعت يدك على الجرح
الجرح الذي اصبح بحجم فوهة بركان يثعب دماً،
ولا اردي ان كان بالامكان رأبه ..
و الله المستعان …