ظهر بعض الأشخاص وهم قلة القليل بل أقل من أصابع اليد، حصلوا على لقاح كورونا للجرعتين، وأعلنوا انهم أصيبوا بكورونا بعد اللقاح بالرغم من الحصانة التي يعتقدون.
لا نظن بهؤلاء في تصريحهاتم إلا خيرا وعفوية دون أن يتفكروا أن إعلانهم كأنما يضعون السم بالعسل بطريق قد لا يقصدون، فتصريحاتهم لا شك سوف ترعب الكثير من الناس سواء الذين حصلوا على الجرعات فيعيشوا بتخوف وتنقص مناعتهم، أو الذين في طور الحصول على الجرعات، وهذا يعني أن التصريح عن الإصابة بكورونا بعد الجرعات كأنما ظهر بصورة الإرجاف والتخويف دون قصد ممن أخبرونا عن حالتهم وهم قلة القليل .
انتم أخبرتونا عن حالتكم، فماذا استفدنا من هذه المعلومة وهي تخصكم فرديا وبعدد لا يكاد يبين بل عدد لا يتم ذكره لحالات غير معروفة.
الأخوة الذين إصابتهم كورونا بعد الحصول على اللقاح وقد أعلنوا لنا، وافزوعوا البعض وتناقلوها، فأنتم شافاكم الله أعلنتم عن خبر صحة يخصكم، دون أن تتفكروا ، هل فصيلة دمكم مثل فصائل دماء جميع الناس !!؟ هل تركيبة جسدكم وقوتها أو ضعفها هي متساوية مع الجميع!!؟ هل إنعدام مناعتكم مقياس للآخرين!!؟ هل الأمراض التي داخل اجسادكم سواء علمتم بها أو لم تعلموا هي نفسها لدى كل الناس لتخبرهم بحالتك!!؟ هل إختلاطكم مع أناس هو نفس إختلاط الآخرين جميعا !!؟ هل حالتكم النفسية بكل حالتها هي نفسها لدى الآخرين!!؟ هل الطعام الذي تتناولون هو نفس الطعام للآخرين!!؟ هل كانت لديك حالة كورونا خاملة ونشّطها اللقاح بعد عدة أيام لتعود المناعة لقوتها !!؟ فهذه حالتك وحدك فلا تضعها في صفحات الآخرين وتفزعهم.
هذا المفارقات والإختلافات الكبيرة التي بينك وبين الناس هي حالة تخصك وحدك ومن أصيب مثلك وليس مقياسا ترعب به الآخرين وتضع أسبابا لخبر مرضك لايهم الآخرين اصلا لأنها حالة فردية تخصك.
أستغرب مندهشا أن يستمع بعض الناس لهؤلاء ويتناقلوه كأنه امرا هام يستفيد منه الجميع بينما هو تخويف وإرجاف دون قصد يتوجب أن يقف في حدود صاحبه مع الدعاء له بالشفاء علما أننا لم نسمع من الذين أصيبوا بكورونا بعد اللقاح عن قوة الإصابة أَم أنها خفيفة وهذا له معنى أن اللقاح قام بدور إيجابي، ولكن اكتفوا انهم أعلنوا عن إصابتهم، فلماذا يا هذا!!
استغرب أن يطلق لنا فرد أو قلة من الأفراد معلومات خاصة بهم فنلوكها بين آذاننا وابصارنا والسنتنا ولا نكتفي بهذا بل ننشرها دون معرفة أنها تفزع بسطاء الناس ولا يلتفت لها المثقفون، فلا تهمكم الحالات الفردية لبعض الناس إذا كانت تخصهم وحدهم لأن تركيب بنية الإنسان وقوته وأمراض وحالات ومعيشته تختلف من إنسان لآخر، ونشر مثل هذه المعلومة التي لا تهمنا تضر ببعض أفراد المجتمع، فماذا نستفيد من أخبار هؤلاء التي تخصهم وهي بعيدة كل البعد في مقياسها على عامة الناس، فلا تساهموا بفزع الآخرين دون قصد منكم، فمثل هذه الحالات يجب أن تموت في مهدها، وغدا يندم من رفض اخذ اللقاح تخوفا من هذه الأخبار الخاصة بأفرادها، وغدا يصبح التحصين خطوات مرورك في كل مكان ، فإذا لم يكن من أجلك، فليس مسموح أن تضر الآخرين بعدم الحصول على اللقاء، وإنّ حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، والله خير حافظ
بقلم
أ. طلال عبدالمحسن النزهة
التعليقات 1
1 ping
سعود
2021-04-16 في 10:05 م[3] رابط التعليق
اخذ اللقاح لا يعني عدم الإصابة بكرونا و إنما قد تكون سببًا في تخفف الإعراض