وأظلت البشائر فمرحبا يا خير زائر
ها هو رمضان ببركته قد حلّ
ونور هلاله قد هلّ
فهنيئا لمن أدرك رمضان
وبشرى لمن صامه وتلا القرآن
فيا بشراكم برمضان
وما أدراكم ما رمضان
إنه هدية عُظمى ومِنّة كبرى
من رب الأرض والسما
فأَقبِلوا على هذه الهدية
وانتهزوا هذه العطية
وخذوها بهمة وعزيمة
وجاهدوا من أجلها أنفسكم
وغالبوا في سبيلها شياطينكم
ياليتكم تعلمون الفضل الذي حل بكم
والخير الذي نزل بساحتكم
وإذا أردتم أن تعلموا ما في رمضان من فضل فاسمعوا لهذا الحديث :
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ :
" أَتَاكُمْ رَمَضَانُ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ". رواه الترمذي والنسائي.
فرمضان شهر مبارك كثيرةٌ خيراته، عظيمةٌ هِبَاته، هيّأ الله النفوس فيه للطاعة، وقلل أسباب المعصية، وذلك بتصفيد الشياطين بالأغلال، وغلق أبواب النيران وفتح أبواب الجنان، فماذا تريد أيها المسلم بعد ذلك.
إنها عروض رمضانية ونفحات ربانية
هل علمتم الآن لماذا كان رمضان غنيمة
فماذا تنتظرون
فشمروا عن ساعد الجد
وضاعفوا الجهد والكَد
علكم تفوزوا برفع الدرجات
وحطّ السيئات وغفر الذنوب والخطيئات
وإدراك ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وإياكم والكسل، والنوم عن العمل،فاغتنموا الأوقات بكل الأعمال الصالحات، والزموا الدعاء بقبول العمل.
وعليكم بتصحيح نية الصيام كما في قوله عليه الصلاة والسلام:
"مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" رواه البخاري ومسلم.
فصوموه تصديقا بأن الله فرض صيامه لا صيام رياء وحياء وحِمْية من الغذاء، وصوموه طلبا للأجر من الله، وطيبوا به نفسا وارضوا به فرْضا، ولا تستثقلوه وتستعجلوه، وتنتظروا انقضاء يومه ومُضِيّ شهره على أحر من الجمر، وابتعدوا عن الغضب والسفه بدعوى الصيام فما هكذا يكون الصيام،
واجعلوا من رمضان ميدانا للتنافس في الطاعات ، ومِضمارا للتسابق إلى الخيرات تلبية لنداء غافر الذنب والخطيئات.
{سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (سورة الحديد ٢١)
بقلم : العابد أحمد سبعي