هناك أنواع متعددة للنقد والانتقاد و هي تتشكل حسب نية المنتقد، فالنقد الهادف صاحبه يمتطي نية الاصلاح وسد فجوات القصور في الحالة محل النقد و يحاول جاهدا أن يكون نقده بعيدا عن الأغراض الشخصية وجلد الأفراد الممارسين للحالة لكي لايخلق عداوات تبتعد به عن هدفه الأساسي وتجده يختار وقت الانتقاد وينمق عباراته بأسلوب راق تربوي محفز وتكون عباراته هادفه وموجهة توجيها" سليما" وهذا أرقى أنواع النقد .
وهناك نوع آخر عجيب غريب من النقد تجد صاحبه دائما متوتر ومتحفز ومتربص للانقضاض على الفريسة فهو لاينتقد الحالة سواء كانت عمل أو حدث كسابقه بل ينتقد الشخص بذاته ويحاول أن ينقب عن مواطن النقص بل ويضرب يمنة ويسرا لكي يحدث شرخ في شخصية صاحب الحالة فجل ما يعنيه من الحالة هو مقدار ماينتقص بها من الأشخاص فتجده يتكلم بعصبية وبصوت عال وكأنه وصي على العالم كله ويشوح بكلماته و ألفاظه الجارحة والمتهكمة والهادمة والصادمة لكي يهوي بصاحب الحالة و يحطمه و يكسر أي نجاح له .
وهذا النوع منتشر في كل مجال بل ونراه يتسيد المشهد في كثير من المواطن لأن مثل هذا النوع من النقد رخيص ومبتذل ويمتطي صهوة جواده الجهلاء الذين لاناقة لهم ولا جمل في التصحيح والتطوير بل وتجد أصحاب هذا النوع ينتقدون في كل مجال في الطب والهندسه والفن والرياضة والطبخ والأزياء ،اما الصنف الأول تجده ناقد أكاديمي وموجه نقده البناء لنوع واحد من الشئون العلمية والحياتية بل وتجده مبدع في مجاله ويتكلم عن خبرة و دراية .
وفي رأيي الشخصي أن النقد تربية وتطور حياتي مهم بل ورافد كبير من روافد التقدم الأممي فبدونه يتسيد النفاق الاجتماعي الذي يوصلنا للمجاملة الخادعة التي تهوي بمتلقيها لمهاوي الفشل لأنه لم يستمع لنقد هادف يسد نقص عمله ليرفع بناينه بشكل متزن ومتناسق وبعكس ذلك من يفتح أذنيه للنوع الرخيص من النقد سيهوي ببنائه الناجح لمهاوي الفشل .
كلمتين ونص
شجعوا وآزروا وحفزوا بصور نقدية بناءة لكي تكثر من حولنا بنايات و أبراج النجاح
بقلم : عماد عمر طيب