لا شك عندما نخوض في الحديث عن الشجاعة فان التاريخ يقف الى جانب اهلها كشاهد يحدثنا عن رجال نقش سيرتهم الخالدة على صخور الذاكرة وعندما نستعرض السيرة العطرة للصحابي الجليل عبد الله بن الزبير نجد ان صفاته ومناقبه خرجت من رحم شجاعته منذو طفولته حيث موقفه الشجاع مع عمر ابن الخطاب الذي يهابه الكبير والصغير حتى الشيطان كان اذا سلك عمر رضى الله عنه طريق سلك الشيطان طريق غيره.
اما عبدالله بن الزبير فقد تجلت معالم شجاعة منذو طفولته حينما مر عمر ابن الخطاب وكان الصبيان يلعبون فهربوا جميعا من هيبته الا عبدالله بن الزبير فساله عمر لماذا لم تهرب فقال له لم ارتكب ذنبا فاخافك ولم يكن الطريق ضيقا فاوسع لك.
وفي ذات يوم دخل عمال خليفة المسلمين معاوية بن ابي سفيان الى مزرعة ابن الزبير فغضب وكتب لمعاوية كتاب شديد اللهجة حيث قال من عبدالله بن الزبير إلى معاوية ( ابن هند آكلة الأكباد ) اما بعد فان عمالك دخلوا إلى مزرعتي فأمرهم بالخروج منها أو فوالذي لا إله إلا هو ليكونن لي معك شأن.عندما قراء معاوية الرسالة دفعها الى ابنه يزيد وقال له ما رأيك في ابن الزبير أرسل يهددني فقال له يزيد أرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه فقال معاوية بل خير من ذلك زكاة وأقرب رحما ثم كتب له : من معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله بن الزبير ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أسماء ذات النطاقين أما بعد فوالله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلمتها إليك ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك فإذا وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عملك فإن جنة الله عرضها السموات والأرض .
بعد ان قراء ابن الزبير رسالة معاوية بكى حتى ابلت لحيته وبعث برسالة أخرى قال فيها وقفت على كتاب أمير المؤمنين أطال الله بقاءه فلا عدم الرأي الذي أحله من قريش هذا المحل والسلام . عندما وصل الى معاوية قراءه ثم القاه إلى ابنه يزيد فلما اطلع على فحوى الرسالة اصفر وجهه فقال له يا بني اني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت كانوا إذا مدوها أرخيتها وإذا أرخوها مددتها.
وبعد وفاة معاوية تسلم ابنه يزيد زمام الحكم وامتنع عبدالله بن الزبير من مبايعته فارسل يزيد الى عامله في المديتة ان ياخذ البيعة من ابن الزبير لكنه رفض وعاد الى مكة فبعث يزيد جيشا لمحاربة عبدالله واجباره على البيعة وتم محاصرته في مكة وكانوا يرمون عليه وعلى اتباعة بالمنجنيق وهم داخل الحرم حتى اشتعلت النار في الكعبة واحترق سقفها واثناء المعركة وصل إلى الجيش خبر وفاة يزيد فاوقفت الحرب وقام قائد الجيش بمبايعة ابن الزبيرخليفة للمسلمين حيث نجح في ضم العراق ومصر واليمن وبعض دول الشام إلى خلافته ثم قام باعادة بناء الكعبة واضاف لها باب اخر وزاد في ارتفاعها الا ان خلافته لم تستمر طويلاً حيث سرعان ما تمكن الأمويون من استعادة معظم المناطق بعدما تمكن مروان بن الحكم الاستلاء على معظم البلاد ثم تولى ابنه عبدالملك بن مروان زمام الحكم فارسل جيشا بقيادة الحجاج بن يوسف لقتال عبدالله بن الزبير واجباره على مبايعة عبدالملك.
بعد ان وصل الحجاج بالجيش الى اطراف مكة نصب المنجنيق على الجبال بالقرب من الحرم لمحاصرة أهلها حتى يخرجوا إلى الأمان والطاعة لعبد الملك فجعلوا يرمون بالمنجنيق فقتلوا اعدادا كثيرة وكانت تقع حجارة المنجنيق على جدران الكعبة وعلى الناس داخل الحرم فتفرق الناس وخرجوا الى الحجاج
فدخل عبدالله بن الزبير على أمه يشكي خذلان الناس له ولم يبق معه إلا القليل ومن ليس عنده أكثر من صبر ساعة والقوم يعطونه ما اراد من الدنيا. فقالت أمه يا بني أنت أعلم بنفسك ان كنت تعلم انك على حق وإليه تدعو فامض له فقد قتل عليه أصحابك ولا تمكن من رقبتك فيتلاعب برأسك غلمان بني أمية وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت أهلكت نفسك ومن قتل معك وان قلت انما كنت على الحق فلما وهن أصحابي ضعفت فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين كم خلودك في الدنيا القتل أحسن فقال يا أماه اخشى عليك الخزن إن قتلوني فمثلوا بي فقالت له امه أسماء بنت ابي بكر قولها الشهير ( يا بني لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ) فامض على بصيرتك واستعن بالله. فقال هذا رأيي الذي قمت به داعياً إلى يومي هذا وما ركنت الى الدنيا وما دعاني الى الخروج على القوم إلا الغضب لله أن تستحل حرماته ولكني أحببت أن أعلم رايك فقد زدتني بصيرة فانظري يا أماه فإني مقتول في يومي هذا فلا يشتددن حزنك.
فخرج وقاتل حتى اصابته آجرة (لبنة من الطوب) في وجهه ثم سقط على الأرضِ فأسرعوا إليه فقتلوه وقطعوا راسه وأرسله الحجاج إلى عبد الملك بن مروان في دمشق وقام بصلب جسده.
ثم ارسل إلى ام عبدالله بن الزبير السيدة أسماء رضى الله عنها تاتي اليه فرفضت فأعاد إليها الرسول فأبت فأتى اليها الحجاج بنفسه فقال : نصر الله الحق واظهره إن ابنك ألحدَ في البيت الحرام وقد قال تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) وقد أذاقه الله ذلك العذاب الأليم. قالت كذبت بل كان هو اول مولود ولد فالإسلام بالمدينة وسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحنكه بيده وكبر المسلمون حتى ارتجت المدينة فرحا. فرحت انت وأصحابك بمقتله فمن كان فرحه يومئذ بمولده خير منك ومن أصحابك وكان براً صواماً قَواماً بكتاب الله معظما لحرمته يبغض من يعصي الله عز وجل. وإني لأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يخرج من ثقيف كذاب ومبير) أما الكذاب فرأيناه (وكان بن أبي عبيد الثقفي ) وأما المبير (الطاغية) فلا أخاله إلا أنت.
- المملكة والعراق يعززان التعاون البيئي والمائي والزراعي بتوقيع محضر اللجنة الزراعية المشتركة
- *اختصاصي باطنية ..في حديث حول:*نقص سكر الدم..المشكلة والحل*
- 1900 طالب وطالبة في “تعليم الطائف”يلتحقون بورش تدريبية لترشيد الطاقة
- خالد الحربي يقود حوار الإلهام في إكسبو أصحاب الهمم بدبي
- مدير تعليم بيشة يُكرِّم المعلمين والمعلمات في يوم المعلم 1446هـ
- الجوف وجازان والرياض والرس في نصف نهائي سلة (كراسي)
- 16 مواجهة في كرة الطائرة الشاطئية
- الجوف وجازان والرياض والرس في نصف نهائي سلة (كراسي)
- تدريب الفئات السنية بقيادة جيرارد
- -شباب الأخضر للتايكوندو يظفرون بأفضل منتخب قتالي في المحفل العالمي
المقالات > اقوى رسالة تهديد في التاريخ الى الخليفة إبن اكلت الاكباد واعادة بناء الكعبة
اقوى رسالة تهديد في التاريخ الى الخليفة إبن اكلت الاكباد واعادة بناء الكعبة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.watannews-sa.com/articles/191692.html