علي بن أبي طالب رضي الله عنه
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وأمه : فاطمة بنت أسد بن عبد مناف من بني هاشم ، بنت عم أبي طالب ، أسلمت وهاجرت إلى المدينة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها كثيرًا ، وقد توفيت في حياته ، فصلّى عليها ، وألبسها قميصه ، ونزل في قبرها ، وتولى أمر دفنها .
يُكنَّى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأبي الحسن ، وأبي ترابٍ ؛ وهي كُنيةٌ أطلقها عليه النبي صلى الله عليه وسلم حينما وجده نائمًا في المسجد وقد امتلأ جسمه بالتراب ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يمسح التراب عنه ، وهو يقول : (قم أبا تراب ، قم أبا تراب) .
ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكة في جوف الكعبة يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب ، في العام الثالث والعشرين قبل الهجرة .
كان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه العديد من الإخوة ، أشهرهم ثلاثة ، وهم :
عقيل ، طالب ، جعفر ، وكان علي أصغرهم .
وكان له أختان هما :
أم هانىء ، جمانة .
زوجاته :
- فاطمة الزهراء رضي الله ، ولم يتزوج عليها إلا بعد وفاتها ، ومن أولادها :
الحسن ، الحسين ، زينب الكبرى والصغرى .
- أمامة بنت أبو العاص بن الربيع ، ومن أولادها :
محمد الأوسط .
- فاطمة الكلابية ، ومن أولادها :
العباس ، جعفر ، عثمان ، عبدالله .
- ليلى بنت مسعود ، ومن أولادها :
محمد الأصغر ، أبي بكر .
- أسماء بنت عميس ، ومن أولادها : يحيى .
- الصباء (أم حبيب) ، ومن أولادها :
عمر ، رقية .
- خولة بنت جعفر بن قيس ، ومن أولادها : محمد .
- أم سعيد بنت عروة ، ومن أولادها :
رملة ، أم الحسن ، عمر الأوسط ، أم كلثوم الصغرى .
* ولا يعني هذا العدد من الزوجات ، أنَّ عليًّا بن أبي طالب رضي الله عنه قد جمع بينهن .
علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وهو أول من أسلم من الصبيان ، فقيل : أنه أسلم وعمره ثماني سنوات كما نقل عن عروة ، وذكر الحسن بن زيد بن الحسن أنه كان ابن تسع سنوات حين أسلم .
كانت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه مكانة عظيمة عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد تربى في حجره ، وكان مرافقا وملازما له ، وقد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم بأحب بناته ، ونهى عن الإساءة إليه ، وحث على مَحبته .
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسيمًا مليحًا حسن الوجه باسم الثغر ، واسع العينين ، كثيف اللحية ، أصلع الرأس ، ضخم البطن والساقين ، متوسط الطول .
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قويًّا ، حازمًا ، شجاعاً ، شهدت له الميادين بالبطولة والتضحية والفداء .
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه صاحب علمٍ غزير ، وفقهٍ عميقٍ بالقرآن والسنّة ، وكان رجلًا حكيمًا ، وقاضيًا عادلاً ، وكان خطيبًا فصيحًا مفوهًا ذو بيان ساحر .
وكان رضي الله ثقةً أبيًّا غيورًا ، تقيًّا زاهدًا ورعًا ، مخلصًا ناصحًا خفيف الظل .
وهو الذي نام ليلة الهجرة على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، فبات المشركون ليلتهم يظنون أنهم يحاصرون الرسول صلى الله عليه وسلم .
هاجر رضي الله عنه إلى المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليالٍ ، بعد أن ردَّ الأمانات التي كانت عند الرسول صلى الله عليه وسلم .
شارك علي بن أبي طالب رضي الله عنه في جميع المعارك والغزوات ، ولم يتخلف إلا عن غزوة تبوك ؛ حيث استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذٍ على المدينة المنوَرة .
بُويع رضي الله عنه بالخلافة في اليوم التالي من مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، حيث أجمع المهاجرون والأنصار على اختياره خليفة للمسلمين ، وكانت بيعته بيعة اجتماع ورحمة ، وقد تغيرت الكوفة في عهده ، حيث عمل على تطويرها والاهتمام بها ، فأصبحت الكوفة عاصمة الخلافة ، ومحور الأحداث .
وفي السابع عشر من رمضان في عام أريعين من الهجرة ، خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأداء صلاة الفجر ، وبينما هو في طريقه ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه ، وقيل ضربه وهو يؤم المسلمين لصلاة الفجر في مسجد الكوفة .
ظل السم يسري في جسد علي بن أبي طالب رضي الله عنه مدة ثلاثة أيام ، وفي الحادي والعشرين من رمضان في عام أربعين للهجرة توفي رحمه الله ، عن عمر يقارب أربعة وستين عامًا ، ودُفن بالكوفة بمكان غير معروف .
بقلم أ. مهدي جدُّه حكمي
* المراجع :
- تاريخ الإسلام للذهبي .
- البداية والنهاية لابن كثير .
- تاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي .
- أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير .