(إنا لله وإنا إليه راجعون)
هي أجمل الكلمات وأجل الآيات التي أقولها في حق من فقدنا، ومن فقدناه ليس بإنسان عادي بل العَلَم الذي يقال فيه:
فقدناك فقدان الربيع، وليتنافديناك من دهمائنا بألوف،
نعم إنه الربيع الذي كنا نسرح في رياضه ونتفيأ ظلاله، ونتنسم شذا عبيره، ونرتشف من نمير معينة منه قبلًا قد نهلنا الحبَّ ماء سلسبيل.
إنه الشيخ الفاضل المربي الغالي على قلبي وقلوب أحبائه الشيخ عبد الله بن محمد صالح الخليفة رئيس الجمعية الخيرية في الخرج، ورئيس مركز ترميم المصحف الشريف.
لقد خدم العمل الخيري أكثر من خمسين عامًا.
عمل موجهاً ومديرًا لثانوية الخرج من عام ١٣٨٥ حتى تقاعد ١٤١٢
وقبلًا كان من طلاب الشيخ ابن باز وابن إبراهيم _ رحمهما الله تعالى _
عُرف بكرم أخلاقه وسماحته وبساطته،
ومن دلائل تواضعه: أنه زارني في البيت أكثر من مرة وكان حريصًا أشد الحرص على طلاب المنح.
اتصلت به في بداية الشهر مباركًا مهنئا له فانهالت عليّ دعواته النابعة من القلب الصادق، وأشهد الله على محبته لله وفي الله، وطلبت منه بموجب خطاب كمية مصاحف فوجه فريق العمل، وكان ذلك قبل خمسة أيام من وفاته - -رحمه الله- - كان الخطاب آخر خطاب وقعه، حسب إفادة مدير مكتبه ،وقد توفي -رحمه الله- قبل أن نستلم المصاحف، جعلها الله في ميزان حسناته.
ماذا أقول؟
وما أكتب؟
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراق شيخنا لمحزونون
إن الخطب جلل، والمصاب كبير، ولا نملك إلا أن نقول الحمد لله رب العالمين على قضائه وقدره
كان -رحمه الله تعالى- نعم الرجل التقي النقي الصالح
كان مبتسمًا صبورًا يحب الجميع، وكان صاحب قلبٍ كبيرٍ ليس فيه إلا محبة الخير لكل الناس، ولا يعرف ظن السوء، ولا يحمل في قلبه الحقد والكراهية والحسد على أحد، وكان ذكياً وفطناً، ونزيهاً يكره الفساد والغش؛
لذلك أحبه الناس وصلى عليه جموعٌ كثيرةٌ من الناس رغم جائحة كورونا.
صاحب همة عالية، ومهذبًا ولطيفًا مع كل الناس، ومن أبعد الناس عن حب المظاهر والرسميات، وكريمًا دون تبذير ومقتصدًا دون تقتير.
فما أعظم حزننا عليك، وما أكبر مصابنا بفقدك، وأحسن عزاء أسرتك الكريمة، وأحسن عزاءنافيك، وجميع أهل الخير والعطاء.
نسأل الله تعالى له
واسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والشهداء والصالحين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وجعله الله في دار خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وجعله في الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم جازه بالإحسان إحسانا وبالسيئات عَفْوًا وغفرانا، واغسله من الذنوب والخطايا بماء الثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ووالدينا ووالديهم وجميع موتى المسلمين والمسلمات، واجعل ما أصابه من المرض طهورًا ورفعة، وأن يجبر مصيبتنا ويعظم الأجر ويرزق الجميع الصبر والاحتساب، وأن يحسن خاتمة الجميع.
بقلم
أديب عبداللطيف الحميدي
*ماجستير إداره أعمال ٢٠٠٨ مطور ومقيم عقاري معتمد وعضو جمعية تقنيات البناوالتطوير العقاري
adebjory@gmail.com