في تصفحي كالعادة على مواقع التواصل الالكترونية وقراءة الأخبار لفتني وسم#القدس_ينتفض، ولسوء ظني الدائم بمواقع التواصل أهملت الوسم، إلى أن رأيت أحد الأصدقاء مُعلِقاً عن شيء ما؛ يحدث في حي الشيخ جراح بالقدس! ومن باب الفضول المعرفي، دخلت الوسم باحثاً..وكلي حزن لما أراه من تهجير قسري للسكان؛ منذ اليوم السادس عشر من شهر رمضان، ولم أعلم عنه إلا في اليوم السادس والعشرين من الشهر المبارك!! أي:بعد التصعيد الغاشم من الكيان المحتل ضد إخواننا المسلمين، وما حز في خاطري رؤيتي لمقطع مصور عن إسرائيلي مستوطن يقطن بورقة من المحكمة في منزل الفلسطيني و يحاجه بها وبالقانون، والأدهى والأمر أنه يقول لأهل الحي نحن قادمون فعودوا للأردن !
ههه!!... سكتنالك دخلت... وهاهم أتوا بحمارهم ليستوطنوا بسطوة القانون!
وقصة الحي: أنه وفي عام 1948م قام الصهاينة بتهجير وإجلاء حوالي ثمانية وعشرين أسرة من مدنهم وبيوتهم؛ ونتيجة لذلك اتفقت الأردن الشقيقة مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لإيجاد حل للتهجير، وتم إسكانهم في حي الشيخ جراح، وفي عام 1967م، وضع مستوطنون يهود أيديهم على بعض المنازل في الحي عندما كان أصحابها خارج القدس؛استناداً لأحكام قضائية بدعوى أن عائلات من اليهود عاشت هناك وفرت خلال حرب 48م أي في نفس العام عند تأسيس دولة الاحتلال!. وفي السبعينات الميلادية بدأت الجمعيات الاستيطانية بتقديم طلبات للمحاكم الإسرائيلية؛ لطرد الأهالي من بيوتهم، ورفض القضاة في المحاكم الإسرائيلية النظر في طلبات السكان الفلسطينيين لإثبات الملكية. وفي عام 2009 هُجّرت ثلاثة عائلات فلسطينية واستوطن الإسرائيليون منازلهم، وعائلة أخرى تقاسمت منزلها مع مستوطن يهودي بالنصف! وفي العام الجاري أصدرت المحكمة قراراً جديداً يُمهل أربعة عائلات حتى مايو القادم لإخلاء منازلهم؛ فيما أمهلت ثلاثة عائلات أخرى حتى أغسطس!
وكعادتي لا أحب سماع الرأي الواحد، فتوجهت للنقيض لأرى رأي الكيان المحتل في المسألة، حقيقةً تعجبت من قتل القتيل والمشي في جنازته؛ فطريقة تحويرهم للمسألة درامية وكدت أصدقهم لولا أنهم محتَلين، وليس بمستغرب منهم فكل العالم تقريباً يدعون"إسرائيل للتوقف عن التصعيد" فوجب عليهم تغيير الحقائق وأذكر على سبيل المثال لا الحصر (واختصر)كلامهم"من المؤسف أن المتواجدين في ساحات الأقصى موجهين من جهات إرهابية كحماس وبدأو بتجميع الحجارة ورميها على قوات الشرطة وبدأو بإثارة الشغب واعتصم العديد من المشاغبين داخل المسجد ورداً على ذلك دخل رجال الشرطة في اشتباك معهم وإسرائيل تلتزم بتوفير حرية العبادة ويجب التمييز بين حرية العبادة وحرية التظاهر والتعبير وأما بخصوص قضية حي الشيخ جراح، هي قيد النظر من الناحية القانونية وهي قيد البت في المحكمة، إن إسرائيل ترفض محاولة عناصر إرهابية تحويل هذه القضية إلى بؤرة لنضال وطني" وفي الغالب جملة كلامهم مشاغبين، إرهابيين ، عمل حقير،... ياسبحان الله!
ولكن أكثر شيء صعقني رؤية بعض العرب وهم من العرب العارية، تفاجئت من ردودهم وولائهم لإسرائيل!وللأسف بعضهم من بني جلدتنا؛ هم صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم! بل وصل الحال لبعضهم تأييد ماتقوم به دولة الاحتلال من أفعال ضد أخواننا المسلمين، وما يحز في خاطري أكثر رفضهم التعاطف حتى مع المسلمين، مستدلين بكرههم لنا وكيف كنا دائماً نساعدهم وجميع أشكال المنّ والذّل، ولو افترضنا صحة هذه الفتنة لايمنع التحلي بالأخلاق الإسلامية، مع العلم أن لقاء الأمير بندر بن سلطان وضح الإشكاليات فيما يتعلق بالقيادة لا الشعب وبعض الحركات الحزبية؛ بل وأنه رغم اختلافه الشديد جداً مع ياسر عرفات إلا أنه تحلى بأخلاق المسلم فعند ذكره لإسمه يترحم عليه...ويأتي شخص يرفض التعاطف!! متناسياً بذلك أنه يرفض القيم الإسلامية، مع أن موقف المملكة العربية السعودية ثابت وواضح تجاه القضية الفلسطينية، والبيان الرافض لأي خطط وإخلاء لمنازل فلسطينية وفرض سيادة إسرائيلية عليها الذي صدر من وزارة الخارجية السعودية خير دليل، ولاعجب، فمن صفات العرب العارية تحوير الأمور وإخراجها من سياقها كما سيكون في مقالي هذا، أسأل الله لهم الهداية.
ختاماً...اللهم فلسطين وأهلها، اللهم آمنهم في بيوتهم وانصرهم على الظالمين،اللهم إنك تعلم لا حيلة لنا إلا الدعاء لهم، اللهم هوّن عليهم واجبر مصابهم وثبتهم ياعزيز، اللهم وأرنا في الظالمين عجائب قدرتك،اللهم وجنبنا الفتن.
بقلم _عبدالحي مصطفى آل كمال.