وانا ارقب تلك الحشود المستنفرة نحو المطارات والمنافذ البرية
جاءت ببالي الاغنية الجزائرية التراثية
تلك الاغنية الراسخة في وجدان جميع العرب
يا رايح وين مسافر تروح تعيا وتولي
فعلاً شعرت ان ذلك العنوان لتلك الاغنية يليق بمقالي
رفعت قيود السفر وازيل الحظر الدولي عن جميع السعوديين والمقيمين داخل المملكة العربية السعودية
عجت مطارات المملكة باصوات الطائرات المتجهة لجميع دول وقارات العالم
بإستثناء 13 دولة تستطيع العودة لبيان الداخلية والتعرف عليها
نعم هناك إشتراطات وضوابط إلزامية وضعتها الدولة لمن يريد السفر خارج السعودية عبر المنافذ البرية او خطوط الطيران
تلك الشروط التي تكفل للمسافرين حقوقهم وتجعل الذين لم يسافروا يشعرون بزوال القلق والخوف
ذلك الخوف الذي يشعر به كل مواطن ومقيم من هذه الخطوة التي قد تساهم في إعادة تفشي الفايروس بشكل كبير مرة اخرى
وربما جلب المتحور الهندي الذي ينتشر كما قالت بريطانيا كإنتشار النار في الهشيم
قد يكون قلقنا مبرر ولكن حرصنا لن يكون اكبر من حرص حكومتنا
بل إتخذت الدولة كل الإجراءات والطرق التي تحد من تفشي الفايروس مرة أخرى
ولكن قرأت تغريدة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد عبر حسابه الرسمي في تويتر
يقول فيها:
انا عن نفسي لن اسافر لأني إن سافرت في هذه الفترة لن استمتع بسفري وسط هذه الإحترازات الدولية و الأوضاع الغير مستقرة
وانا اشد على يده واتفق مع كلامه جملة وتفصيلا
الغاية من السفر الترفيهي هي الإستمتاع
وفي هذه الأوضاع تنعدم المتعة وتصبح عبارة عن حذر وخوف وخشية
اتعجب من كل ذلك الشغف للسفر في هذا الوقت الحساس !
ارجو ان يعي المجتمع
بأنه لا ينبغي ان تغامر بنفسك ومن معك من اجل ترفيه مبتور الاطراف مكبل الأجنحة
فعلاً اسأل نفسك كيف ستكون تلك السفرية التي وضعت فيها الاف الريالات للإستمتاع فيها؟
خوف وحذر وحرص وحيطة
ولا تنسى ان الإحترازات تختلف من دولة لدولة
فكل الدول ليس مثل السعودية
تذكر ذلك جيدًا
إنتشار الفايروس المتحور بعدة اشكاله سيلزمك ان تبتعد عن جميع اماكن الترفيه
ولن يجعلك تتحرك في تلك البلدان كما تريد
حتى وإن كنت محصن فالمتحور حتى الان مازال مجهول الهوية
لماذا لا نكتفي بسفر الضرورة فقط
مثل العلاج والتجارة وما شابهها من ضروريات!
ولماذا لا نكتفي هذه الفترة بربوع بلادنا؟
بعد هذه الثورة الترفيهية التي اسسها سمو سيدي ولي العهد
وكل هذا الزخم الذي حضيت به السعودية في هذا المجال
فلا حجة لنا حتى نسافر
شواطئ بلادي مرصوصة كعقد فريد من جنوب المملكة لغربها
لشرقها
ون كنت من عشاق الطبيعة فالخيارات متعددة
ابها في ابها حلة تجدها فاتحة ذراعيها ترحب بك
وطائفً مهما طفت في ضواحيها لن تملها
وباحة غناء بشوشة خضراء
هل تعلم ان السعودية اصبحت الان مقصد لسواح العالم!
لكن هذه الأزمة الصحية القت بظلالها على الجميع ونحن من ضمن هذا المجتمع الدولي المتضرر لا تغادر الا بعد ان تشعر بالأمان الصحي
وللأسف هذا الأمان غير متوفر الان
فكل بلدان العالم ليست مثل السعودية
فنحن ولله الحمد صنفتنا منظمة الصحة العالمية من اكثر البلدان التي اجادت التعامل مع هذه الجائحة
لا تظن ان الخارج مثل الداخل
لن تجد الإهتمام كما هو موجود في السعودية
ولن يهتم بك احد كما اهتمت بك بلادك في هذه الأزمة
لا تتسرع في إتخاذ مثل هذه الخطوة وفكر قبل ان تقرر
هذه الجائحة لم تبقي ولم تذر فوجب علينا الحذر
اجل كل الكماليات لما بعد واكتفي بالضروريات
فنحن ولله الحمد نرفل بعز السعودية وننعم في امنها وامانها
فلا تبدل ذلك بالمجهول من خلال سفرك الغير ضروري
ادام الله علينا نعمة السعودية وحمانا من كل مكروه
بقلم | فيصل السفياني