جميعنا ينظر للمرآة ليرى أنعكاس نفسه ويتأكد من كامل أناقته..
أرى مرآتي لتأكد من شعري وأحمر الشفاة وكحل العينين..
ربما نتأكد من طريقة إبتسامتنا؛ ومن إلقاء كلماتنا وحركات أيدينا، ومشيتنا ووقفتنا نتعامل معاها وكأننا نقف أمام الأخرين…
لربما ألقينا خطابات وناقشنا مواضيع مع مرآتنا…
ولكن عندما نلمح شعرة بيضاء تظهر من جانبي الشعر؛ أو هالات حول العينين وتجاعيد بالوجنتين، فسرعان مايبدأ القلق لتعديل ذلك والتخلص من أثار الزمن وتقدم العمر..
ولكن هل فكرنا يوماً ان تعكس المرآة مابداخلنا..
ونرى من خلالها قلوبنا وإصلاحها ..
ومنا من تكن مرآته صديقاً له أو أخ أو شخص مقرب منه ليخبرنا بحقيقة أنفسنا؛ فأحياناً لا نرى مابداخلنا ولانفهمه ويظهره لنا شخص يفهمنا يفهم من نحن ويعلم ما بداخلنا أكثر منا…
كم حكمنا على عكس مابداخلنا ونقسو عليها…
دائماً نتمنى أن نرى صورتنا المعكوسه في عيون الآخرين..
هل هي عدم ثقة بأنفسنا!! أم بخس لنا!!
ليس بالضرورة ذلك؛ ولكننا نريد أن نعرف الأفضل فينا وماينقصنا في شخص نثق به ويصدقنا القول…
نحن نرضى عن أنفسنا ونحسن الظن بها؛ ولكن هناك شيئاً يبقى دائماً لانراه .."فالجمل لايرى أنعواج رقبته"..
فهناك عيوب لانراها بنا نرى على مد بصرنا الكمال ولابد من خفايا لاندركها..
في أوقات كثيرة نلتفت لمن معنا نتسائل: كيف أبدو! هل أبدو مرهقهاً! هل يلائمني ما أرتديه!!
أحيانا نحتاج إلى عيون الآخرين لنستخدمها مرآة عاكسة.
وأن نسمع صوتا آخر يحدث هذه النفس بنبرة مختلفة عن نبرة صوتنا علها تسمع. وهنا نحتاج لنظرة الآخرين الفاحصة، لكن عن أي آخرين أتحدث؟. عن هؤلاء القريبين الذين يملكون حكمة واسعة أفق وقلباً نقياً صافياً، عن هؤلاء الذين يفكرون بنا كما يفكرون في أنفسهم. عن عيون عادلة متوازنة، عن صديق قريب يحب لنا الخير وليس عدو يتربص بنا..
وأخيراً…
ما الفرق بين المرآة وعيون الآخرين؟
إحداهما.. تعكس مظهرك وأناقتك؛ لون شعرك وهالاتك وتجاعيدك وإبتسامتك…
والأخرى.. تحدثك بلغة تفهمها، بكلمات تصل إلى أذنيك، ومعاني يدركها قلبك، وأن تقول لك ما لا تريد أن تقوله لنفسك.
بقلم
الكاتبة: هدى حكمي
التعليقات 2
2 pings
نجاة حلواني
2021-05-18 في 6:32 م[3] رابط التعليق
مقال جداً رائع بكلمات سهل بسيطه تصل الى الروح
شكرا للكاتبه القادمه بقوه 👍
هدى حكمي
2021-05-18 في 6:43 م[3] رابط التعليق
أنتِ الرائعة أستاذتي أشكرك من قلبي♥️