إن مكانة السنة النبوية عظيمة في التشريع الإسلامي فهي الأصل الثاني بعد القرآن الكريم، والتطبيق العملي لما جاء فيه فالقرآن، وضع قواعد وأسس للتشريع والسنة عنيت بتفصيل هذه القواعد، وبيان تلك الأسس الشارحة لمعانيه، ولا يكتمل دين فرد مسلم إلا بأخذه السنة النبوية جنبا إلى جنب مع القرآن.
إن الله عز وجل أمر عباده في مواضع عدة بالقرآن اتباع الرسول والعمل على سنته، وأن طاعته من طاعة الله وجعل الإيمان برسوله مقرونا بالإيمان به بقوله تعالى: ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ) النساء 80
فتنة الدين يعود غريبا
قال عليه الصلاة والسلام: ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء)
أجمع العلماء أن الإسلام بدأ في عصر الجاهلية والناس جاهلون ويعود غريب عند جهل الناس عندما يعملون بما يخالف ما ورد عن النبي من أقوال أو أفعال أو تقرير أو إرشاد
وفي ذات السياق: عندما نتصفح العالم الافتراضي وما فيه من الغث والسمين نكتشف بهدف الكسب المادي، ورغبة في كثرة المتابعين مما يدفع البعض منهم ينشرون حسب احتياجات الفرد المسلم مثل الرقية الشرعية أو الأذكار اليومية أو الدعاء لطلب الرزق والزواج أو حديث نبوي.
بعضهم ليس على السنة النبوية وعمل مردود على صاحبه لقوله عليه الصلاة والسلام: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
عواقب الاجتهادات الفردية وعدم التحري مما ينشر؟
1_ يتعود عامة الناس على الأخذ والعمل بها في اعتقادهم من هدي النبوة فلا يؤجرون على أعمالهم ولا يعتبرون من أتباع نبي الأمة.
قال عليه الصلاة والسلام: ( ستفترق أمتي على اثنان وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة من كان على الجماعة)
أي العمل على سنة النبي والصحابة من بعده.
2_ عندما ينشر حديث لا يتحرى عن إسناده في دائرة مكذوب أو منكر يقع الفرد في أثم عظيم لقوله عليه الصلاة والسلام: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من نار جهنم)
وفي الختام:
على المسلم الحرص التام عند تصفح العالم الافتراضي عدم الآخذ بما ينشر عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام، إلا بعد التحري عن صحة الأحاديث من بطون الكتب، وعليه أن يتجنب النشر للعامة من دعاء أو رقية أو أذكار ليست على السنة النبوية في زمن غربة الدين ورفع العلم.
اللهم اجعلنا من أحيا سنة نبيك كما قال عليه الصلاة والسلام: ( من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة فعمل بها كان عليه أوزار من عمل بها لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئا)
والله الهادي لسواء السبيل
الكاتبة: إلهام الشهراني