ان بين السموات والأرض مساحات شاسعه ومسافات هائلة ولو نظرت ثم كررت النظر تلو النظر لم ولن تستطيع أن تدرك ما احدقت به العيون وكذلك فان العقل والقلب لن تكون لهما القدره في احتواء وحصر ما امتد عليه النظر او ان تفسرما شاهدته ذلك ان الله الخالق سبحانه يقول (ثم أرجع البصركرتين ينقلب اليك البصرخاسئأ وهو حسير ) كل تلك المسافات التي بين خلق الله من الكواكب والمجرات والنجوم في السموات لايعلمها إلا الله قد جعلها من اجل الا تتأثر احداهما بالاخرى.
كل هذي المقدمة لما سأورده في مقالي هذا عن فن ايجاد المسافه في علاقات ألناس ببعضها من اجل ادامة الصداقة والود والاحترام فيما بينهم ولكي يبقى الإنسان جميلا عليه ان يتقن فن المسافه بينه وبين الآخرين ولتسعد بهم الحياه جميعأ
وعلى الإنسان الا يبتعد كثيرا ولايقترب كثيرا من اجل الايفقد المكانه وتنمحي قيمته و يصيب من حوله بالملل منه والملامة عليه في جده وهزله وقد يكون أضحوكة لاقترابه الزائد .
وكذلك فان الناس يتناسونه مع مرور الزمن اذا ابتعد عنهم وينفرون منه وتقل أهميته لان المسافه غير محسوبه وكما يقال البعد جفاء بل تكون خطواته بعنايه وإتقان مدروسه لا ابتعاد ولا اقتران وبقدر ماتعطيه الرغبه في استمرار العلاقه وتبادل الاحترام
ان المسافه بين كل كلمه واختها جعلتنا نتعلم القراءة والكتابة وتقدير المسافه بين كل سياره وأخرى جعلتنا نسير في تناسق ونظام وسلامه اذ أن الكون كله محاط بنظام هندسي يمنعه من التصادم والالتحام لوجود تلك المسافه المانعه والمحسوبه والتي حالت دون ذلك او الانشطار والانفصال اذا كان هنآك فجوة وتباعد غير محسوب لتلك المسافات
لكل منا أخطاء وهفوات وعثرات وخصوصيات لاتظهر للاخرين الا بالاقتراب الزائد ومعها تقل بل تنعدم الهيبه ويندر التقدير والاحترام ويكون الشخص معرض للاحراج بل يصل به الامر إلى الكراهية والانتقاد وكذلك الحال العكسي اذا ابتعد الإنسان اكثر من اللازم ينسى وتقل قيمته وقابليته بل لايكون من ضمن المحسوبين وليس لوجوده أهمية
ولأجل ان تبقى الحياة جميلة والكل محترم يجب اتقان فن المسافات بينهم من اجل الاحترام وادامة الود.
ان البعض يعتقد انه كل ما اقترب زادت محبته وهذا غيرصحيح لأن الاهتمام الزائد يفقد معناه بل انه يتحول إلى اختناق ومضايقه والصحيح ان تكون على مسافه تسمح لك ولهم بالتنفس .
ان التحكم مثل التعلم في ايجاد المسافه المناسبه لإستمرار الود والمحبه والاحترام فلا تقترب كثيرآ حتى مع أبناءك واصدقائك من أجل الاتتجرع ألم الاقتراب بالسخريه والاستنقاص من رفع الكلفه وخاصة بكثرة الكلام ألذي يفقدك الهيبه ولاتبتعد كثيرا حتى لا تشعر بالهجير ونفور الإبتعاد من القريب ومن البعيد ايأ كانوا لأن الاقتراب يولد الملل والتضجر الذي تحس معه بطعنات الشوك وخصوصأ من أقرب ألناس وأولاهم ولاتبتعد اكثر من المأمول لأن الإبتعاد جفاء واستغناء وصدود لذلك لابد وان تكون الخطوات محسوبه من اجل الرغبه في استمرار العلاقه والاحترام المتبادل ولتبقى النفوس على مكانتها وهذا لن يحصل الا بالعمل على فهم وإتقان حساب المسافات اقتراباً وابتعادا في جميع شؤون الحياة بين كل فرد وآخر والحال ذلك مع أقرب الأقارب والأهل والعشيره والمجتمع وسائر ألناس .
ودمتم سالمين
بقلم : حامد عطيه الحارثي