لماذا نستغرب أمورا تظهر لنا يوميا في سلوكيات لفظية وحركية ورغبات اخترقت مسامعنا بكل وضوح ونزوات متنوعة أفزعت البعض وهزت كيانهم معتقدين أنها وليدة اليوم بينما كانت موجودة من زماااااان ولكن بالخفاء.
أصبح الأمر مكشوفا، وربما تأخرنا كثيرا عن هذا الحال، لا أحد يدّعي الكمال فكلنا ذاك الإنسان بتفاوت السلوك الظاهر والخفي ، فالبعض لم يعرف أن هذا يقين وسوف يكون ، وآخرون يعرفون عن حال اليوم والغد منذ سنوات، بينما البعض بدأوا التأوه والآهات وقد كانوا جزاء من المخفي الذي كان ، والبعض فشل في التمثيل ولكنه مستمر في الخفاء.
قد نختلف بمساحات متفاوتة من سلوك لأخر ومن رغبة لرغبة ومن ممارسة باتت ظاهرة ومشاهدة لأخرى مخفية ، كل الموضوع مختصرا أن ما كان مخفيا في بعض الكبائن والإستراحات والفلل وخلف الأسوار وفي دجى الليل وخارج البلاد خرج للعيان راقصا، فلن نلبس ثياب التقوى فقد ظهر لنا ماظهر عما كان مخفي من بعضنا ، وكم من أناس كانوا في ميزان مجالس العدل يجلسون واليوم في السجن قابعين ، وكم من أناس وضعوا أنفسهم أوصياء فصاحوا في الطرقات ومارسوا بالخفاء.
باتت الأمور مكشوفة وإنّ أحد إيجابيات ما نتلمسه أن تكون الممارسات تحت السمع والنظر مقننة بالسماح والعقاب والرقابة الأمنية بعيدا عن تجسس أفراد لداخل الأسوار، وإنّ الممارسة بالخفاء يستفيد منها بعض الخائنين والمرتزقة ليجلبوا لنا ما نريد بالخفاء ونفاجأ بواقعة تم التخطيط لها في ظلمات الليل بين ضحكة وهزة ، ويالهول من يدرك حقائق سيدة يهودية في زمن غابر أستطاعت في همسات الليل أن تصل بعمق السياسات في بلد من البلدان باتت تلك البلاد اليوم يهددها بلاء يعقبه بلاء ثم بلاء.
هل يستمر المحافظون بالوسطية على عهدهم ويساهموا في تقليص الأعداد الجامحة أم ينزغ الشيطان منهم نزغا، اللهم سلّم ، فالذي ظهر هو شيء من اليقين عرفه العارفون وسوف يستمر حتى يصل الدجال وهذا أيضا مما عرفنا من اليقين القادم، فأتركوا الحاضر فهذا قليل من كثير، وأعرفوا المتغيرات التي عرفها الكثير من ثوابت أمهات الكتب وهي تزحف قادمة وتنادي بعمق الحرية المطلقة في زوايا السلوكيات الغريبة، ولسوف تظهر على السطح متغيرات بعض النزوات الأكثر غرابة، إنها جماعة ( الميم) وتعني مثليي الجنس، ومزدوجي التوجه الجنسي، وللمتحولين جنسيا ، ويبقى الرجاء في المناصحة من الجميع بقول مقبول محبب بعيدا عن التهديد والوعيد لئلا ترتد الرصاصة ، وليس المناصحة محصورة بمؤسسة دينية مختصة، فالرجاء المنظور والمنتظر أن يكون العدد الخارج من ثيابه أقل بكثير من أصحاب الستر المستور على قدر وليس مطلقا، ولكن ما حصل كان لابد أن يحصل .
لا تقفوا عند حاضركم ، بل تعرّفوا على ما سوف يصير مستقبلا حتى لا تكثر التأوهات بقدر الإستعداد في تخطيط فردي وقليل ممن حولكم كيف تحافظون على ما أنتم فيه دون أن يدّعي البعض أنه النقي التقي المختار والمتكامل فيظن نفسه الوصي، فقد بات اليقين يتجسد بما يحصل وما هو آت ، وكلنا في الخندق مع النفس ولكن الفروقات إختلاف مساحات السلوك في الظاهر والخفاء، والدعاء مخ العبادة يرد البلاء لمن رغب التوازن دون أن يعتقد أن ثوبه الأبيض لم تمسه نقطة سوداء، فهذا هو المستحيل كإستحالة وجود الغول والعنقاء والخِل الوفي، وما يحصل اليوم هو عين اليقين لما يعرفه العارفون فخفِفوا من زيادة الأعداد ولكن لن تتمكنوا من إيقاف أحداث كان الكثير على علم بها فهي تؤكد اليقين وكيف تسير أمة محمد من البداية حتى ينفخ إسرافيل بالصور ( البوق)
بقلم
طلال عبدالمحسن النزهة