عندما يتصفح الإنسان صفحات الذكريات في ذهنه يتذوق شفافية الأيام عبر أوراق الحياة، والتي طواها الزمن، هناك لحظات فرح وسرور ولحظات فراق وأحداث مشرفة، ومجال التعليم من المجالات التي زخرت بقيادات تعليمية تحلت بالأخلاق الرفيعة والكفاءة العلمية والخبرة العملية، غايتهم خدمة وطنهم فبصمات أعمالهم تكتب بماء الذهب على جدار الوطن.
ومن الذكريات:
تعليم المنطقة الوسطى الفئة المستهدفة فيه الطلبة فهم الرقم الصعب، فرض عين التعامل معهم في إطار الأخلاق الحميدة والعاطفة الإنسانية نظرتهم الثاقبة مبدأ لا منازعة فيه:
إن المجال التربوي القلب الكبير الذي يحتوي الطلبة ويؤهلهم لمستقبل مزدهر يعود عليهم بالنفع فلابد يجدون حقوقهم الإنسانية التي حث عليها الدين الإسلامي من يتعامل معهم يضع في الحسبان أنهم أجيال المستقبل والأرواح في جسد الوطن خطان متوازيان التحصيل العلمي والإرشاد التربوي كالسحابة الممطرة على مدار العام.
كانت بعض القيادات المدرسية تختم الاجتماع السنوي بنصيحة دينية الخشية من الله في أجيال المستقبل بين كفتي المحاسبة في الدنيا، والعقاب في الآخرة، وهن القدوات في العمل على هذا النهج، يقتدي بهن الجميع فهناك قيادات تعليمية تترأس الجميع شعارها المحسوس رغبة ورهبة نحو هذا المضمار.
ومن الذكريات:
مسؤول رأس الهرم التعليمي (محمد. ح ) مخلص لوطنه حريص على تطبيق النظام، وإعطاء كل ذي حق حقه، وضع جسر التواصل معه عبر أرقام هواتف المكتب الخاص به في متناول أيادي الجميع، فهو شخصية متواضعة وترغب تحقيق هدف الانضباط في العمل، وتطبيق الأنظمة فلم نعلم عنه غير الأعمال الجبارة، وخطوات الجزاء الرادع حسب النظام المتبع.
ولم نسمع يومًا من المحيطين به في السلك التعليمي يتحدث عن أشخاص، أو معلومات علم بها تتضمن مخالفات ضد سير العمل أو مخالفات ضد الطلبة، حيث كان الصمت خياره الأمثل حتى يسدل الستار، ويضرب بيد من حديد، يوما بعد يوما تتضاعف الرهبة منه في القلوب الجميع لقد كان شخصية نظامية وحكيمة في آن واحد، لا يغض الطرف عن أي حدث حتى لا تسقط هيبته بين أوساط الإدارات التعليمية، وعامة المنسوبين وحتى لا يتساقط النظام مثل حبات الخرز رويدًا رويدًا.
سنوات قضاها زرع في قلوب أبناء الوطن والمقيمين الثناء للحكومة في إيصال خدمات التعليم للشعب فكان يقول نحن في خدمتكم يتمثل بها بالقول والفعل، وسار على خطاه الكثير من المحيطين به، وانتهى به المطاف إلى رياض التقاعد، فبكت عليه المحارب.
يقول الشاعر أبو حسن:
ألم تر أن العلم يذكر أهله بكل جميل فيه كما قال: والوفاء يخلد سيرة صاحبه.
ومن الذكريات:
قيادية ناجحة في الأيام الميتة كما يقال تتفقد ضبط الدوام عن طريق اتصال هاتفي بالمدارس، أو زيارة مفاجئة، وهي حاليا في منصب أعلى وصلت إليه بكفاءتها العملية يشهد لها القاصي والداني، فطريق النجاح أعلاه الأمانة بالعمل وأدناه التفاني.
وفي نفس السياق:
جرس الذكريات يرن في الأذهان عند المواقف من الآخرين فيشدوا الحنين بالوجدان حينما يغيب عن الإنسان أجمل سنوات قضاها بين قلوب صافية وصادقة في التعامل، أفراد لا يجمعون بين الأهداف الشخصية والعمل.
أخر سطر:
السعيد بالدارين من -وفقه الله- بشخصية قيادية مثالية، وبحسن التعامل وكفاءة العمل اقتدى بخطاهم في العطاء بلا حدود يخشى الله من حقوق العمل والمراجعين والطلبة في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
بقلم
الكاتبة: إلهام الشهراني