فزعت و انتفضت فرائصي عندما وردني خبر إصابة شقيقتي بورم في الصدر ؛خفت ووثبت من مكاني و أطرقت أفكر و أسترجع ذكريات طفولة هذه الطيبة المحبة للخير ،الإنسانة التي لاتظلم أحد شقيقتي الصغرى نور البيت وآخر العنقود؛ حبيبتي ماذا أصابك وماهذا الزائر الثقيل السمج الغير محبوب الذي عكر صفو حياتنا و راحة بالنا ؟
مر شريط ذكرياتي و إياها أمامي كيف كنا نلعب ونلهو ونتفق على شقيقتنا الكبرى لأنها إنسانة متزنه وعقلانية منذ طفولتها ونحن أصغر، منها تذكرت اجتماعنا على مائدة الفطور والغداء والعشاء فقد كان النظام الأسري لايقبل التجزئه ولا التفرد في الوجبات تذكرت كيف كانت تساندني هذه الحبيبة في ترتيب ألعابي وتشاركني في اللعب و تساءلت لماذا لم اتذكر كل هذه الذكريات والتفاصيل إلا عند معرفتي بزيارة الضيف الثقيل لبدنها الطاهر؟ لماذا لم أكن أزورها في بيتها باستمرار؟ لماذا لم أكن أهاتفها كل يوم لمجرد التواصل معها ؟لماذا لم ادعوها هي وشقيقتنا الكبرى للخروج وحدنا دون أبناء ولا أحفاد لنقترب من بعضنا أكثر ونقوي ونعزز علاقتنا الأخوية و نسترجع أيامنا الحلوة في ظل ولدينا و شقاوة طفولتنا؟
هل ياترى هزني إحساسي بانها في خطر من الداخل واني ركنت و اطمأنيت لإحساسي بوجودها متى ما أردت أن اتواصل معها ؟
نعم هكذا كنا وهكذا صرنا كنا أفراد في أسرة واحدة و أصبحنا متفرقين كلا مع أسرته الجديدة متعايش مع ظروفه الجديدة واحواله المتغيرة فنسينا اننا اشقاء وصارت مقابلاتنا مسببه بمناسبات وحتى ان حدثت زيارات تحدث لوقت قصير وعلى فترات متباعدة بالأسابيع وهذا لايشبع شوقنا لأحبتنا و يقلل من لحمتنا .
حبيبتي وشقيقتي وصديقتي ونور عيوني ومصدر فخري أختي عهد سامحيني لأني لم استدعي جيوش محبتك إلا في مرضك وتعبك أنا الآن اكتشفت مدى محبتي لشقيقتي فهما اثنتين بعشرة فهما عينين احداهما اليسرى والأخرى اليمنى وليس لي غنى عن إحداهما .
الى كل من يقرأ كلماتي النابعة من قلب صادق يتكلم في لحظة حقيقة ومواجهه اعتني بأشقائك اعتني بمن شاركوك كل تاريخ حياتك منذ ولادتك اسال عنهم تقرب منهم سامحهم تحملهم دافع عنهم والأخوات بالأخص فهم ورود في حديقة الأسرة والله الذي لم يذق طعم محبة الاخت فقد حرم نعمه كبيره الاخت نجمه تضيئ سماءك فالتفت الى نورها واستضيئ به لأن له رونق خاص ولاتستغني عن ضوئها بأضواء أخرى فلن تغنيك لأن الطريق الذي تدلك عليه لن تصل لنهايته إلا بنورها . أختي الحبيبة أنت بخير بإذن الله و ما أصابك أشعل في قلبي فتيل الإهتمام بأخوتنا وإن شاء المولى الكريم ستنتهي ازمتك على خير ولكن سيبقى وهج محبتي لكي متوقد ولن ينطفئ ابدا
كلمتين ونص :
اخواتكم امانة والديكم عندكم احبوهم تواصلوا معهم من غير مناسبه كونوا قريبين منهم ولاتنسوهم لصالح اعبائكم الحياتيه.
بقلم : عماد عمر طيب